الزمر ٧١ - ٦٨
قبضة بكف واحدة كما تقول الجزور اكلة لقمان أي لا يفي باكلة فذة من اكلاته واذا اريد معنى القبضة فظاهر لان المعنى ان الارضين بجملتها مقدار ما يقبضه بكف واحدة والمطويات من الطي الذي هو ضد النشر كما قال يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب وعادة طاوي السجل ان يطويه بيمينه وقيل قبضته ملكه بلا مدافع ولا منازع وبيمينه بقدرته وقيل مطويات بيمينه مفنيات بقسمه لانه اقسم ان يفنيها سبحانه وتعالى عما يشركون ما ابعد من هذه قدرته وعظمته وما أعلاه عما يضاف اليه من الشركاء ونفخ في الصور فصعق مات من في السموات ومن في الارض الا من شاء الله اي جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت وقيل هم حملة العرش او رضوان والحور العين ومالك والزبانية ثم نفخ فيه اخرى هي في محل الرفع لان المعنى ونفخ في الصور نفخة واحدة ثم نفخ فيه نفخة اخرى وانما حذفت لدلالة اخرى عليها ولكونها معلومة بذكرها في غير مكان فاذا هم قيام ينظرون يقلبون ابصارهم في الجهات نظر المبهوت اذا فاجأه خطب او ينظرون امر الله فيهم ودلت الاية على ان النفخة اثنتان الاولى للموت والثانية للبعث والجمهور على انها ثلاث الاولى للفزع كما قال ونفخ في الصور ففزع والثانية للموت والثالثة للاعادة واشرقت الارض اضاءت بنور ربها أي بعدله بطريق الاستعارة يقال للملك العادل اشرقت الافاق بعدلك واضاءت الدنيا بقسطك كما يقال اظلمت البلاد بجور فلان وقال عليه الصلاة و السلام الظلم ظلمات يوم القيامة واضافة اسمه الى الارض لانه يزينها حيث ينشر فيها عدله وينصب فيها موازين قسطه ويحكم بالحق بين اهلها ولا ترى ازين للبقاع من العدل ولا اعمر لها منه وقال الامام ابو منصور رحمه الله يجوز ان يخلق الله نورا فينور به ارض الموقف واضافته اليه تعالى للتخصيص كبيت الله وناقة الله ووضع الكتاب أي صحائف الاعمال ولكنه اكتفى باسم الجنس او اللوح المحفوظ وجىء بالنبيين ليسألهم ربهم عن تبليغ الرسالة وما اجابهم قومهم والشهداء الحفظة وقيل هم الابرار في كل زمان يشهدون على اهل ذلك الزمان وقضى بينهم بين العباد بالحق بالعدل وهم لا يظلمون ختم الاية بنفي الظلم كما افتتحها باثبات العدل ووفيت كل نفس ما عملت أي جزاءه وهو اعلم بما يفعلون من غير كتاب ولا شاهد وقيل هذه الاية تفسير قوله وهم لا يظلمون أي ووفيت كل نفس ما عملت من خير وشر لا يزاد في شر ولا ينقص من خير وسيق الذين كفروا الى جهنم سوقا عنيفا كما يفعل بالاسارى