يس ٣٢ - ٢٥
لهم انى آمنت بربكم فاسمعون أى اسمعوا إيمانى لتشهدو لى به ولما قتل قيل له ادخل الجنة وقبره فى سوق انطاكية ولم يقل قيل له لأن الكلام سيق لبيان المقول لا لبيان المقول له مع كونه معلوما وفيه دلالة أن الجنة مخلوقة وقال الحسن لما أراد القوم أن يقتلوه رفعه الله إليه وهو فى الجنة ولا يموت إلا بفناء السموات والأرض فلما دخل الجنة ورأى نعيمها قال يا ليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى أى بمغفرة ربى لى أو بالذى غفر لى وجعلنى من المكرمين بالجنة وما أنزلنا ما نافية على قومه قوم حبيب من بعده أى من بعد قتله أو رفعه من جند من السماء لتعذيبهم وما كنا منزلين وما كان يصح فى حكمتنا أن ننزل فى اهلاك قوم حبيب جندا من السماء وذلك لأن الله تعالى أجرى هلاك كل قوم على بعض الوجوه دون بعض لحكمه اقتضت ذلك إن كانت الأخذة أو العقوبة إلا صيحة واحدة صاح جبريل عليه السلام صيحة واحدة فإذا هم خامدون ميتون كما تخمد النار والمعنى أن الله كفى أمرهم بصيحة ملك ولم ينزل لاهلاكهم جندا من جنود السماء كما فعل يوم بدر والخندق يا حسرة على العباد مايأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون الحسرة شدة الندم وهذا نداء للحسرة عليهم كانما قيل لها تعالى يا حسرة فهذه من أحوالك التى حقك أن تحضرى فيها وهى حال استتهزائهم بالرسل والمعنى أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المنحسرون ويتلهف على حالهم المتلهفون أو هم متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من المقلين ألم يروا ألم يعلموا كم أهلكنا قبلهم من القرون كم نصب باهلكنا ويروا معلق عن العمل فى كم لأن كم لا يعمل فيها عامل قبلها كانت للاستفهام أو للخبر لأن أصلها للاستفهام إلا أن معناه نافذ فى الجملة وقوله انهم إليهم لا يرجعون بدل من كم أهلكنا على المعنى لا على اللفظ تقديره ألم يروا كثرة اهلاكنا القرون من قبلهم كونهم غير راجعين إليهم وإن كل لما جميع لدينا محضرون لما بالتشديد شامى وعاصم وحمزة بمعنى إلا وان نافية وغيرهم بالتخفيف على أن ما صلة للتأكيد وإن مخففة من الثقيلة وهى متلقاة باللام لا محالة والتنوين فى كل عوض من المضاف إليه والمعنى أن كلهم محشورون مجموعون محضرون للحساب أو معذبون وإنما أخبر عن كل بجميع لأن كلا يفيد معنى الاحاطة والجميع فعيل بمعنى مفعول ومعناه الاجتماع يعنى أن المحشر يجمعهم وآية لهم مبتدأ أو خبر أى وعلامة تدل


الصفحة التالية
Icon