غافر ٢٦ - ٢١
كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم اى اخر امر الذين كذبوا الرسل من قبلهم كانوا هم اشد منهم قوة هم فصل وحقه ان يقع بين معرفتين الا ان اشد منهم ضارع المعرفة في انه لا تدخله الالف واللام فأجرى مجراه منكم شامى واثارا في الارض اى حصونا وقصورا فاخذهم الله بذنوبهم عاقبهم بسبب ذنوبهم وما كان لهم من الله من واق ولم يكن لهم شىء يقيهم من عذاب الله ذلك بانهم اى الاخذ بسبب انهم كانت تاتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فاخذهم الله انه قوى قادر على كل شىء شديد العقاب اذا عاقب ولقد ارسلنا موسى باياتنا التسع وسلطان مبين وحجة ظاهرة الى فرعون وهامان وقارون فقالوا هو ساحر كذاب فسموا السلطان المبين سحرا وكذبا فلما جاءهم بالحق بالنبوة من عندنا قالوا اقتلوا ابناء الذين آمنوا معه اى اعيدوا عليهم القتل كالذى كان اولا واستحيوا نساءهم للخدمة وما كيد الكافرين الا في ضلال ضياع يعنى انهم باشروا قتلهم اولا فما اغنى عنهم ونفذ قضاء الله باظهار من خافوه فما يغنى عنهم هذا القتل الثاني وكان فرعون قد كف عن قتل الولدان فلما بعث موسى عليه السلام وأحس بانه قد وقع اعاده عليهم غيظا وظنا منه انه يصدهم بذلك عن مظاهرة موسى عليه السلام وما علم ان كيده ضائع في الكرتين جميعا وقال فرعون لك ذروني اقتل موسى كان اذا هم بقتله كفوه بقولهم ليس بالذى نخافه وهو اقل من ذلك وما هو الا ساحر واذا قتلته ادخلت الشبهة على الناس واعتقدوا انك عجزت عن معارضته بالحجة والظاهر ان فرعون قد استيقن انه نبي وان ماجاء به ايات وما هو بسحر ولكن كان فيه خب وكان قتالا سفاكا للدماء في اهون شىء فكيف لا يقتل من احس بانه هو الذي يهدم ملكه ولكن كان يخاف ان هم بقتله ان يعاجل بالهلاك وقوله وليدع ربه شاهد صدق على فرط خوفه منه ومن دعوته ربه وكان قوله ذروني اقتل موسى تمويها على قومه وايهاما انهم هم الذين يكفونه وما كان يكفه الا ما في نفسه من هول الفزع اني اخاف ان لم اقتله ان يبدل دينكم ان يغير ما انتم عليه وكانوا يعبدونه ويعبدون الاصنام