غافر ٣٦ - ٣٣
اى يوم القيامة التنادى مكى ويعقوب في الحالين واثبات الياء هو الاصل وحذفها حسن لان الكسرة تدل على الياء واخر هذه الآى على الدال وهو ما حكى الله تعالى في سورة الاعراف ونادى اصحاب الجنة اصحاب النار ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ونادى اصحاب الاعراف وقيل ينادى مناد الا ان فلانا سعد سعادة لا يشقى بعدها ابدا الا ان فلانا شقى شقاوة لا يسعد بعدها ابدا يوم تولون مدبرين منصرفين عن موقف الحساب الى النار مالكم من الله من عذاب الله من عاصم مانع ودافع ومن يضلل الله فماله من هاد مرشد ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات هو يوسف بن يعقوب وقيل يوسف ابن افراييم بن يوسف بن يعقوب اقام فيهم نبيا عشرين سنة وقيل ان فرعون موسى هو فرعون يوسف عمر الى زمنة وقيل هو فرعون اخر وبخهم بأن يوسف اتاكم من قبل موسى بالمعجزات فما زلتم في شك مما جاءكم به نشككم فيها ولم تزالوا شاكين حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا حكما من عند انفسكم من غير برهان اى اقمتم على كفركم وظننتم انه لا يجدد عليكم ايجاب الحجة كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب اى مثل هذا الاضلال يضل الله كل مسرف في عصيانه مرتاب شاك في دينه الذين يجادلون بدل من هو مسرف وجاز بداله منه وهو جمع لانه لا يريد مسرفا واحدا بل كل مسرف في آيات الله في دفعها وابطالها بغير سلطان حجة اتاهم كبر مقتا اى عظم بغضا وفاعل كبر ضمير هو مسرف وهو جمع معنى وموحد لفظا فحمل البدل على معناه والضمير الراجع إليه على لفظه ويجوز ان يرفع الذين على الابتداء ولا بد في هذا الوجه من حذف مضاف يرجع اليه الضمير في كبر تقديره جدال الذين يجادلون كبر مقتا عند الله وعند الذين امنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار قلب بالتنوين ابو عمرو وانما وصف القلب التكبر والتجبر لانه منبعهما كما تقول سمعت الاذن وهو كقوله فانه اثم قلبه وان كان الاثم هو الجملة وقال فرعون تمويها على قومه او جهلا منه يا هامان ابن لي صرحا اى قصرا وقيل الصرح البناء الظاهر الذى لا يخفى على الناظر وان بعد ومنه يقال صرح الشىء اذا ظهر لعلى وبفتح الياء حجازى وشامى وابو عمرو ابلغ الاسباب ثم ابدل منها تفخيم شأنها وإبانة انه يقصد امر عظيما اسباب السموات اى طرقها وابوابها وما يؤدي اليها