فصلت ١٥ - ١٢


من خلق الملائكة والنيران وغير ذلك وزينا السماء الدنيا القريبة من الارض بمصابيح بكواكب وحفظا وحفظناها من المسترقة بالكواكب حفظا ذلك تقدير العزيز الغالب غير المغلوب العليم بمواقع الامور فان اعرضوا عن الايمان بعد هذا البيان فقل انذرتكم خوفتكم صاعقة عذابا شديد الوقع كانه صاعقة واصلها رعد معه نار مثل صاعقة عاد وثمود اذ جاءتهم الرسل من بين ايديهم ومن خلفهم اى اتوهم من كل جانب وعملوا فيهم كل حيلة فلم يروا منهم الا الاعراض وعن الحسن انذروهم من وقائع الله فيمن قبلهم من الامم وعذاب الاخرة أن بمعنى اى او مخففة من الثقيلة اصله بانه لا تعبدوا الا الله قالوا اى القوم لو شاء ربنا إرسال الرسل فمفعول شاء محذوف لانزل ملائكة فانا بما ارسلتم به كافرون عناه فاذاانتم بشر ولستم بملائكة فانا لا نؤمن بكم وبما جئتم به وقوله ارسلتم به ليس باقرار بالارسال وانماهو على كلام الرسل وفيه تهكم كما قال فرعون ان رسولكم الذى ارسل اليكم لمجنون وقولهم فانا بما ارسلتم به كافرون خطاب منهم لهود وصالح ولسائر الانبياء الذين دعوا الى الايمان بهم روى ان قريشا بعثوا عقبة بن ربيعة وكان احسنهم حديثا ليكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم وينظر ما يريد فاتاه وهو في الحطيم فلم يسال شيئا الا اجابه ثم قرأ عليه السلام السورة الى قوله مثل صاعقة عاد وثمود فاشده بالرحم وارسلك على فيه ووثب مخافة ان يصب عليهم العذاب فاخبرهم به وقال لقد عرفت السحر والشعر فوالله ما هو بساحر ولا بشاعر فقالوا لقد صبأت اما فهمت منه كلمة فقال لا ولم اهتد الى جوابه فقال عثمان بن مظعون ذلك والله لتعلموا انه من رب العالمين ثم بين ما ذكر من صاعقة عاد وثمود فقال فاما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق اى تعظموا فيها على اهلها بما لا يستحقون به التعظيم وهو القوة وعظم الاجرام او استولوا على الارض بغير استحقاق للولاية وقالوا من اشد منا قوة كانوا ذوى اجسام طوال وخلق عظيم وبلغ من قوتهم ان الرجل كان يقتلع الصخرة من الجبل بيده اولم يروا أو لم يعلموا علما يقوم مقام العيان ان الله الذى خلقهم هو اشد منهم قوة اوسع منهم قدرة لانه قادر على كل شىء وهم قادرون على بعض الاشياء باقداره وكانوا باياتنا يجحدون معطوف على فاستكبروا اى كانوا يعرفون انها حق ولكنهم جحدوها كما يجحد المودع


الصفحة التالية
Icon