فصلت ٣٥ - ٣٠
عليهم الملائكة عند الموت ان بمعنى اى او مخففة من الثقيلة واصله بانه لا تخافوا والهاء ضمير الشأن أى لا تخافوا ما تقدمون عليه ولا تحزنوا على ما خلفتم فالخوف غم يلحق الانسان لتوقع المكروه والحزن غم يلحق لوقوعه من فوات نافع او حصول ضار والمعنى ان الله كتب لكم الامن من كل غم فلن تذوقوه وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون في الدنيا وقال محمد بن علي الترمذى تتنزل عليهم ملائكة الرحمن عند مفارقة الارواح الابدان ان لا تخافوا سلب الايمان ولا تحزنوا على ما كان من العصيان وابشروا بدخول الجنان التي كنتم توعدون في سالف الزمان نحن اولياؤكم في الحيوة الدنيا وفى الاخرة كما ان الشياطين قرناء العصاة واخوانهم فكذلك الملائكة اولياء المتقين واحباؤهم في الدراين ولكم فيها ما تشتهى انفسكم من النعيم ولكم فيها ما تدعون تتمنون نزلا هو رزق النزيل وهو الضيف وانتصابه على الحال من الهاء المحذوفة اومن ما من غفور رحيم نعت له ومن احسن قولا ممن دعا الى الله الى عبادته هو رسول الله دعا الى التوحيد وعمل صالحا خالصا وقال انني من المسلمين تفاخرا بالاسلام او معتقدا له او اصحابه عليه السلام او المؤذنون او جميع الهداة والدعاة الى الله ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هى احسن يعنى ان الحسنة والسيئة متفاوتتان في انفسهما فخذ بالحسنة التي هى احسن من اختها اذا اعترضتك حسنتان فادفع بها السيئة التي ترد عليك من بعض اعدائك كما لو اساء اليك رجل اساءة فالحسنةان تعفو عنه والتي هى احسن ان تحسن اليه مكان اساءته اليك مثل ان يذمك فتمدحه او يقتل ولدك فتفتدى وله من يدعوه فاذا الذى بينك وبينه عداوة كانه ولى حميم فانك اذا فعلت ذلك انقلب عدوك المشاق مثل الولى الحميم مصافاة لك ثم قال وما يلقاها اى وما يلقى هذه الخصلة التى هي مقابلة الاساءة بالاحسان الا الذين صبروا الا اهل الصبر وما يلقاها الا ذو حظ عظيم الا رجل خير وفق لحظ عظيم من الخير وانما لم يقل فادفع بالتي هي احسن لانه تقدير قائل قال فكيف اصنع فقيل ادفع بالتي هى احسن وقيل لا مزيدة للتاكيد والمعنى لا تستوى الحسنة والسيئة وكان