٣٤- ما اللمسة البيانية في إفراد اليمين وجمع الشمائل في سورة النحل في قوله تعالى (يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجّداً لله وهم داخرون) آية ٤٨؟
اليمين يُقصد بها جهة المشرق؛ والشمائل يقصد بها جهة المغرب. وقد قال المفسرون أن كل المشرق جهة اليمين أما في جهة الغرب تكثر الظلال خاصة بعد الزوال بخلاف جهة المشرق حتى اتجاهات الظلال تختلف فلذلك أصبحت شمائل، يتحول الظل ويتسع ويمتد. والأمر الآخر أن اليمين جهة مطلع النور أو الشمس والشمال جهة الظلمة والمغرب والله تعالى في القرآن كله أفرد النور وجمع الظلمات (يخرجونهم من النور إلى الظلمات) (الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) وهذا لأن النور له جهة واحدة ومصدر واحد سواء كان نور الهداية أو نور الشمس وهو يأتي من السماء، أما الظلمات فمصادرها كثيرة كالشيطان والنفس وأصدقاء السوء والوسوسة من الجِنّة والناس. إذن الظلمات مصادرها كثيرة والنور مصدره واحد، ولمّا كانت اليمين جهة مطلع النور أفردها ولما كانت الشمال الجهة الأخرى والتي تفيد الظلمات جمعها. وذكر المفسرون أمراً آخر في الآية (ما خلق الله من شيء) (شيء) مفرد ولما قال (سجّداً) قال (الشمائل) فقالوا أمر لفظي الجمع ناسب الجمع والإفراد ناسب الإفراد ولكني (والكلام للدكتور فاضل) لا أراه مناسباً تماماً.
وكلمة "يتفيأ" هي من الفيء والظلّ والفيء: هو بمعنى العودة (فاء فيء بمعنى عاد).
الظلّ: هو ما نسخته الشمس والفيء هو ما نسخ الشمس.
٣٥- ما الفرق بين كلمتي (ألفينا) و (وجدنا) في الآيتين: (بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا) سورة البقرة آية ١٧٠ (وحسبنا ما وجدنا عليه آبائنا) ؟