سؤال ١٢: ما السر في أن الله تعالى لم يقل في آية سورة آل عمران (وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٧) آل عمران) بدون (كانوا) كما قال في باقي القرآن (وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٥٧) البقرة) (وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١٦٠) الأعراف) (فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٧٠) التوبة) ؟
لما يتكلم عن الحال يقول (أنفسهم يظلمون) الحال أي الوقت الحالي وليس الزمن الماضي ولما يتكلم عن الأقوام البائدة القديمة الماضية يقول (كانوا أنفسهم يظلمون). قال تعالى (مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٧) آل عمران) هذا حديث (مثل ما ينفقون) لم يتكلم عن أقوام ماضين وإنما وصف حالة موجودة. (إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٤) يونس) هذا ليس ماضياً وإنما حال واستقبال، هذه قاعدة عامة.