الآن نأتي إلى الآية: شركاؤهم لا يعرفون أين الحق ولو سألتهم أين الحق لا يعرفون أين الحق وأين الصراط هم أصلاً لا يعرفون الحق ولا الصراط أين هو (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ) هم لا يعرفون أين الحق. إذن المرحلة الأولى من الهداية وهو أن يعلم أين هو الصراط غير موجودة، إنتفت الأولى فانتفت الثانية. (قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ) الله تعالى يوصلكم للنهاية وليس فقط يهديكم إلى الحق هذا آخر الهدايات. إذن هو الله تعالى ليس فقط يهدي إلى الحق، آلهتكم لا تعلم أين الحق لكن الله تعالى يهدي للحق، يوصلكم إلى آخر المطاف والمطاف إلى الجنة. رب العالمين تعدى كل المراحل (قل الله يهدي للحق) شركاؤهم لا يعلمون الحق والله تعالى يوصلكم إلى نهاية الحق ونهاية المطاف لذا يقول أهل الجنة (الحمد لله الذي هدانا لهذا) رب العالمين هداهم لهذا أوصلهم للجنة وهي آخر الغاية (وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
فإذن الأولى واضحة (يهدي إلى الحق) (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ) هذا استفهام إنكاري أي هل من أصنامكم من يدلكم على الحق أين هو؟ لكن الله تعالى يهدي للحق، إلى آخر الغاية يهديكم إلى الحق ويهديكم للحق ويهديكم الحق، يهديكم إلى الصراط ويهديكم الصراط ويهديكم إلى نهاية الأمر.
سؤال ١٨: ما دلالة تكرار (هم) في الآية (وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٣٧) يوسف) بينما في سورة الأعراف لم يكرر (هم) (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (٤٥)) ؟