وما في قوله : ٩٠ - ﴿ بئسما ﴾ موصولة أو موصوفة : أي بئس الشيء أو شيئا ﴿ اشتروا به أنفسهم ﴾ قال سيبويه وقال الأخفش : ما في موضع نصب على التمييز كقولك : بئس رجلا زيد وقال الفراء : بئسما بجملته شيء واحد ركب كحبذا وقال الكسائي : ما واشتروا بمنزلة اسم واحد قائم بنفسه والتقدير : بئس اشتراؤهم أن يكفروا وقوله :﴿ أن يكفروا ﴾ في موضع رفع على الابتداء عند سيبويه وخبره ما قبله وقال الفراء والكسائي : إن شئت كان في موضع خفض بدلا من الهاء في به : أي اشتروا أنفسهم بأن يكفروا وقال في الكشاف : إن ما نكرة منصوبة مفسرة لفاعل بئس بمعنى شيئا اشتروا به أنفسهم والمخصوص بالذم أن يكفروا واشتروا بمعنى باعوا وقوله :﴿ بغيا ﴾ أي حسدا قال الأصمعي : البغي مأخوذ من قولهم قد بغى الجرح : إذا فسد وقيل : أصله الطلب ولذلك سميت الزانية بغيا وهو علة لقوله :﴿ اشتروا ﴾ وقوله :﴿ أن ينزل ﴾ علة لقوله :﴿ بغيا ﴾ أي لأن ينزل والمعنى : أنهم باعوا أنفسهم بهذا الثمن البخس حسدا ومنافسة ﴿ أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده ﴾ وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن أن ينزل بالتخفيف ﴿ فباءوا ﴾ أي رجعوا وصاروا أحقاء ﴿ بغضب على غضب ﴾ وقد تقدم معنى باءوا ومعنى الغضب قيل : الغضب الأول لعبادتهم العجل والثاني لكفرهم بمحمد وقيل : كفرهم بعيسى ثم كفرهم بمحمد وقيل : كفرهم بمحمد ثم البغي عليه وقيل : غير ذلك والمهين مأخوذ من الهوان قيل : وهو ما اقتضى الخلود في النار