قوله ٢١ - ﴿ بآيات الله ﴾ ظاهره عدم الفرق بين آية وآية ﴿ ويقتلون النبيين بغير حق ﴾ يعني اليهود قتلوا الأنبياء ﴿ ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ﴾ أي بالعدل وهم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر قال المبرد : كان ناس من بني إسرائيل جاءهم النبيون فدعوهم إلى الله فقتلوهم فقام أناس من بعدهم من المؤمنين فأمروهم بالإسلام فقتلوهم ففيهم نزلت الآية وقوله ﴿ فبشرهم بعذاب أليم ﴾ خبر ﴿ إن الذين كفروا ﴾ إلخ ودخلته الفاء لتضمن الموصول معنى الشرط وذهب بعض أهل النحو إلى أن الخبر قوله ﴿ أولئك الذين حبطت أعمالهم ﴾ وقالوا إن الفاء لا تدخل في خبر إن وإن تضمن اسمها معنى الشرط لأنه قد نسخ بدخول إن عليه ومنهم سيبويه والأخفش وذهب غيرهما إلى أن ما يتضمنه المبتدأ من معنى الشرط لا ينسخ بدخول إن عليه ومثل الكسرة المفتوحة ومنه قوله تعالى :﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه ﴾
وقوله ٢٢ - ﴿ حبطت أعمالهم ﴾ قد تقدم تفسير الإحباط ومعنى كونها حبطت في الدنيا والآخرة أنه لم يبق لحسناتهم أثر في الدنيا حتى يعاملوا فيها معاملة أهل الحسنات بل عوملوا معاملة أهل السيئات فلعنوا وحل بهم الخزي والصغار ولهم في الآخرة عذاب النار


الصفحة التالية
Icon