الطائفة من أهل الكتاب هم يهود بني النضير وقريظة وبني قينقاع حين دعوا جماعة من المسلمين إلى دينهم وسيأتي وقيل : هم جميع أهل الكتاب فتكون من لبيان الجنس وقوله ٦٩ - ﴿ وما يضلون إلا أنفسهم ﴾ جملة حالية للدلالة على ثبوت قدم المؤمنين في الإيمان فلا يعود وبال من أراد فتنتهم إلا عليه
والمراد بآيات الله ما في كتبهم من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه و سلم ٧٠ - ﴿ وأنتم تشهدون ﴾ ما في كتبكم من ذلك أو تشهدون بمثلها من آيات الأنبياء الذين تقرون بنبوتهم أو المراد كتم كل الآيات عنادا وأنتم تعلمون أنها حق
ولبس الحق بالباطل خلطه بما يتعمدونه من التحريف ٧١ - ﴿ وأنتم تعلمون ﴾ جملة حالية
قوله ٧٢ - ﴿ وقالت طائفة من أهل الكتاب ﴾ هم رؤساؤهم وأشرافهم قالوا للسفلة من قومهم هذه المقالة ووجه النهار : أوله وسمي وجها لأنه أحسنه قال :

( وتضيء في وجه النهار منيرة كجمانة البحري سل نظامها )
وهو منصوب على الظرف أمروهم بذلك لإدخال الشك على المؤمنين لكونهم يعتقدون أن أهل الكتاب لديهم علم فإذا كفروا بعد الإيمان وقع الريب لغيرهم واعتراه الشك وهم لا يعلمون أن الله قد ثبت قلوب المؤمنين ومكن أقدامهم فلا تزلزلهم أراجيف أعداء الله ولا تحركهم ريح المعاندين


الصفحة التالية
Icon