قوله ٨٢ - ﴿ فمن تولى ﴾ أي أعرض عما ذكر بعد ذلك الميثاق ﴿ فأولئك هم الفاسقون ﴾ أي : الخارجون عن الطاعة
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس : إن أصحاب عبد الله يقرأون وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لما أتيتكم من كتاب وحكمة ونحن نقرأ ﴿ ميثاق النبيين ﴾ فقال ابن عباس : إنما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن طاوس في الآية قال ﴿ أخذ الله ميثاق النبيين ﴾ أن يصدق بعضهم بعضا وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ﴿ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ﴾ قال : هي خطأ من الكتاب وهي في قراءة ابن مسعود ميثاق الذين أوتوا الكتاب وأخرج ابن جرير عن علي قال : لم يبعث الله نبيا آدم فمن بعده إلا أخذ عليه العهد في محمد لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ويأمره فيأخذ العهد على قومه ثم تلا ﴿ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ﴾ الآية وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية نحوه وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس نحوه وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عنه في قوله ﴿ إصري ﴾ قال : عهدي وأخرج ابن جرير عن علي في قوله ﴿ قال فاشهدوا ﴾ يقول : فاشهدوا على أممكم بذلك ﴿ وأنا معكم من الشاهدين ﴾ عليكم وعليهم ﴿ فمن تولى ﴾ عنك يا محمد بعد هذا العهد من جميع الأمم ﴿ فأولئك هم الفاسقون ﴾ هم العاصون في الكفر


الصفحة التالية
Icon