قوله ٨٠ - ﴿ من يطع الرسول فقد أطاع الله ﴾ فيه أن طاعة الرسول طاعة لله وفي هذا من النداء بشرف رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلو شانه وارتفاع مرتبته ما لا يقادر قدره ولا يبلغ مداه ووجهه أن الرسول لا يأمر إلا بما أمر الله به ولا ينهى إلا عما نهى الله عنه ﴿ ومن تولى ﴾ أي أعرض ﴿ فما أرسلناك عليهم حفيظا ﴾ أي حافظا لأعمالهم إنما عليك البلاغ
وقد نسخ هذا بآية السيف ٨١ - ﴿ ويقولون طاعة ﴾ بالرفع على أنها خبر مبتدأ محذوف : أي أمرنا طاعة أو شأننا طاعة وقرأ الحسن والجحدري ونصر بن عاصم بالنصب على المصدر : أي نطيع طاعة وهذه في المنافقين في قول أكثر المفسرين : أي يقولون إذا كانوا عندك طاعة ﴿ فإذا برزوا من عندك ﴾ أي : خرجوا من عندك ﴿ بيت طائفة منهم ﴾ أي : زورت طائفة من هؤلاء القائلين غير الذي تقول لهم أنت وتأمرهم به أو غير الذي تقول لك هي من الطاعة لك وقيل معناه : غيروا وبدلوا وحرفوا قولك فيما عهدت إليهم والتبييت : التبديل ومنه قول الشاعر :
( أتوني فلم أرض ما بيتوا | وكانوا أتوني بأمر نكر ) |
وقد أخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس :[ أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا نبي الله كنا في عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة ؟ فقال : إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله ﴿ ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم ﴾ الآية ] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في تفسير الآية نحوه وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد : أنها نزلت في اليهود وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ﴿ فلما كتب عليهم القتال إذا فريق ﴾ الآية قال : نهى الله هذه الأمة أن يصنعوا صنيعهم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله ﴿ إلى أجل قريب ﴾ قال : هو الموت وأخرجا نحوه عن ابن جريج وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ﴿ في بروج مشيدة ﴾ قال : في قصور محصنة وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة نحوه وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : هي قصور في السماء وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان نحوه وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله ﴿ وإن تصبهم حسنة ﴾ يقول : نعمة ﴿ وإن تصبهم سيئة ﴾ قال : مصيبة ﴿ قل كل من عند الله ﴾ قال : النعم والمصائب وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله ﴿ وإن تصبهم حسنة ﴾ قال : هذه في السراء والضراء وفي قوله ﴿ ما أصابك من حسنة ﴾ قال : هذه في الحسنات والسيئات وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ قل كل من عند الله ﴾ يقول : الحسنة والسيئة من عند الله أما الحسنة فأنعم بها عليك وأما السيئة فابتلاك بها وفي قوله ﴿ وما أصابك من سيئة ﴾ قال : ما أصابه يوم أحد أن شج وجهه وكسرت رباعيته وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عنه في قوله ﴿ وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ قال : هذا يوم أحد يقول : ما كانت من نكبة فبذنبك وأنا قدرت ذلك وأخرج ابن المنذر من طريق مجاهد أن ابن عباس كان يقرأ وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك قال مجاهد : وكذلك قراءة أبي وابن مسعود وأخرج نحو قول مجاهد هذا ابن الأنباري في المصاحف وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ﴿ ويقولون طاعة ﴾ قال : هم أناس كانوا يقولون عند رسول الله صلى الله عليه و سلم آمنا بالله ورسوله ليأمنوا على دمائهم وأموالهم ﴿ فإذا برزوا ﴾ من عند رسول الله ﴿ بيت طائفة منهم ﴾ يقول : خالفوا إلى غير ما قالوا عنده فعابهم الله وأخرج ابن جرير عنه قال : غير أولئك ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم