٩٦ - ﴿ درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ﴾ وأما انتصاب درجات ومغفرة ورحمة : فهي بدل من أجرا وقيل إن مغفرة ورحمة ناصبهما أفعال مقدرة : أي غفر لهم مغفرة ورحمهم رحمة
وقد أخرج البخاري وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أملى عليه :[ لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله ] فجاء ابن أم مكتوم وهو يمليها علي فقال : يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى ؟ فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه و سلم وفخذه على فخذي ﴿ غير أولي الضرر ﴾ وقد أخرج هذا المعنى عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث البراء وأخرجه أيضا سعيد بن منصور وأحمد وأبو داود وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه من حديث خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال ﴿ لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر ﴾ عن بدر والخارجون إلى بدر وأخرجه عنه أيضا عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وأخرج عبد بن حميد والطبراني والبيهقي عنه قال : نزلت في قوم كانت تشغلهم أمراض وأوجاع فأنزل الله عذرهم من السماء وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أنس بن مالك قال : نزلت هذه الآية في ابن أم مكتوم ولقد رأيته في بعض مشاهد المسلمين معه اللواء وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله ﴿ فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ﴾ قال : على أهل الضرر وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ﴿ وكلا وعد الله الحسنى ﴾ قال : الجنة وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال : كان يقال الإسلام درجة والهجرة درجة في الإسلام والجهاد في الهجرة درجة والقتل في الجهاد درجة وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن محيريز في قوله ﴿ درجات ﴾ قال : الدرجات سبعون درجة ما بين الدرجتين عدو الفرس الجواد المضمر سبعين سنة وأخرج نحوه عبد الرزاق في المصنف عن أبي مجلز وأخرج البخاري والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :[ إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلا الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ]


الصفحة التالية
Icon