هذا من تمام القصة السابقة والمراد بالسوء : القبيح الذي يسوء به ١١٠ - ﴿ أو يظلم نفسه ﴾ بفعل معصية من المعاصي أو ذنب من الذنوب التي لا تتعدى إلى غيره ﴿ ثم يستغفر الله ﴾ يطلب منه أن يغفر له ما قارفه من الذنب ﴿ يجد الله غفورا ﴾ لذنبه ﴿ رحيما ﴾ به وفيه ترغيب لمن وقع منه السرق من بني أبيرق أن يتوب إلى الله ويستغفره وأنه غفور لمن يستغفره رحيم به وقال الضحاك : إن هذه الآية نزلت في شأن وحشي قاتل حمزة أشرك بالله وقتل حمزة ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقال : هل لي من توبة ؟ فنزلت وعلى كل حال فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فهي لكل عبد من عباد الله أذنب ذنبا ثم استغفر الله سبحانه
قوله ١١١ - ﴿ ومن يكسب إثما ﴾ من الآثام بذنب يذنبه ﴿ فإنما يكسبه على نفسه ﴾ أي عاقبته عائدة عليه والكسب ما يجر به الإنسان إلى نفسه نفعا أو يدفع به ضررا ولهذا لا يسمى فعل الرب كسبا قاله القرطبي
١١٢ - ﴿ ومن يكسب خطيئة أو إثما ﴾ قيل : هما بمعنى واحد كرر للتأكيد وقال الطبري : إن الخطيئة تكون عن عمد وعن غير عمد والإثم لا يكون إلا عن عمد وقيل : الخطيئة الصغيرة والإثم : الكبيرة قوله ﴿ ثم يرم به بريئا ﴾ توحيد الضمير لكون العطف بأو أو لتغليب الإثم على الخطيئة وقيل : إنه يرجع إلى الكسب قوله ﴿ فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ﴾ لما كانت الذنوب لازمة لفاعلها كانت كالثقل الذي يحمل ومثله ﴿ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ﴾ والبهتان مأخوذ من البهت : وهو الكذب على البريء بما ينبهت له ويتحير منه يقال : بهته بهتا وبهتانا : إذا قال عليه ما لم يقل ويقال بهت الرجل بالكسر : إذا دهش وتحير وبهت بالضم ومنه ﴿ فبهت الذي كفر ﴾ والإثم المبين : الواضح