قوله : ٢٢ - ﴿ ويوم نحشرهم ﴾ قرأ الجمهور بالنون في الفعلين وقرئ بالياء فيهما وناصب الظرف محذوف مقدر متأخرا : أي يوم نحشرهم كان كيت وكيت والاستفهام في ﴿ أين شركاؤكم ﴾ للتقريع والتوبيخ للمشركين وأضاف الشركاء إليهم لأنها لم تكن شركاء لله في الحقيقة بل لما سموها شركاء أضيفت إليهم وهي ما كانوا يعبدونه من دون الله أو يعبدونه مع الله قوله :﴿ الذين كنتم تزعمون ﴾ أي تزعمونها شركاء فحذف المفعولان معا ووجه التوبيخ بهذا الاستفهام أن معبوداتهم غابت عنهم في تلك الحال أو كانت حاضرة ولكن لا ينتفعون بها بوجه من الوجوه فكان وجودها كعدمها
قوله : ٢٣ - ﴿ ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ قال الزجاج : تأويل هذه الآية أن الله عز و جل أخبر بقصص المشركين وافتتانهم بشركهم ثم أخبر أن فتنتهم لم تكن حتى رأوا الحقائق إلا أن انتفوا من الشرك ونظير هذا في اللغة أن ترى إنسانا يحب غاويا فإذا وقع في هلكة تبرأ منه فتقول : ما كانت محبتك إياه إلا أن تبرأ منه انتهى فالمراد بالفتنة على هذا كفرهم : أي لم تكن عاقبة كفرهم الذي افتخروا به وقاتلوا عليه إلا ما وقع منهم من الجحود والحلف على نفيه بقوله :﴿ والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ وقيل المراد بالفتنة هنا جوابهم : أي لم يكن جوابهم إلا الجحود والتبري فكان هذا الجواب فتنة لكونه كذبا وجملة ﴿ ثم لم تكن فتنتهم ﴾ معطوفة على عامل الظرف المقدر كما مر والاستثناء مفرغ وقرئ ﴿ فتنتهم ﴾ بالرفع والنصب و ﴿ يكن ﴾ و ﴿ تكن ﴾ والوجه ظاهر وقرئ ﴿ لم تكن فتنتهم ﴾ وقرئ ﴿ ربنا ﴾ بالنصب على النداء


الصفحة التالية
Icon