٣٦ - ﴿ إنما يستجيب الذين يسمعون ﴾ أي إنما يستجيب لك إلى ما تدعو إليه الذين يسمعون سماع تفهم بما تقتضيه العقول وتوجبه الأفهام وهؤلاء ليسوا كذلك بل هم بمنزلة الموتى الذين لا يسمعون ولا يعقلون لما جعلنا على قلوبهم من الأكنة وفي آذانهم من الوقر ولهذا قال :﴿ والموتى يبعثهم الله ﴾ شبههم بالأموات بجامع أنهم جميعا لا يفهمون الصواب ولا يعقلون الحق : أي أن هؤلاء لا يلجئهم الله إلى الإيمان وإن كان قادرا على ذلك كما يقدر على بعثة الموتى للحساب ﴿ ثم إليه يرجعون ﴾ إلى الجزاء فيجازي كلا بما يليق به كما تقتضيه حكمته البالغة
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ قالوا يا حسرتنا ﴾ قال : الحسرة الندامة وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والخطيب بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله :﴿ يا حسرتنا ﴾ قال : الحسرة أن يرى أهل النار منازلهم من الجنة فتلك الحسرة وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ ألا ساء ما يزرون ﴾ قال : ما يعلمون وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله :﴿ لعب ولهو ﴾ قال : كل لعب : لهو وأخرج الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والضياء في المختارة عن علي بن أبي طالب قال : قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه و سلم : إنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به فأنزل الله ﴿ فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ﴾ وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي يزيد المدني أن أبا جهل قال : والله إني لأعلم أنه صادق ولكن متى كنا تبعا لبني عبد مناف ؟ وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن أبي ميسرة نحو رواية علي بن أبي طالب وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ﴾ قال : يعلمون أنك رسول الله ويجحدون وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله :﴿ ولقد كذبت رسل من قبلك ﴾ قال : يعزي نبيه صلى الله عليه و سلم وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج مثله وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال :﴿ فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض ﴾ والنفق : السرب فتذهب فيه فتأتيهم بآية أو تجعل لهم سلما في السماء فتصعد عليه ﴿ فتأتيهم بآية ﴾ أفضل مما أتيناهم به فافعل ﴿ ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ﴾ يقول سبحانه : لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله :﴿ نفقا في الأرض ﴾ قال : سربا ﴿ أو سلما في السماء ﴾ قال : يعني الدرج وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله :﴿ إنما يستجيب الذين يسمعون ﴾ قال : المؤمنون ﴿ والموتى ﴾ قال : الكفار وأخرج هؤلاء عن مجاهد مثله


الصفحة التالية
Icon