قوله : ٦٢ - ﴿ ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ﴾ معطوف على توفته والضمير راجع إلى أحد لأنه في معنى الكل مع الالتفات من الخطاب إلى الغيبة : أي ردوا بعد الحشر إلى الله : أي إلى حكمه وجزائه ﴿ مولاهم ﴾ مالكهم الذي يلي أمورهم ﴿ الحق ﴾ قرأ الجمهور بالجر صفة لاسم الله وقرأ الحسن ﴿ الحق ﴾ بالنصب على إضمار فعل : أي أعني أو أمدح أو على المصدر ﴿ وهو أسرع الحاسبين ﴾ لكونه لا يحتاج إلى ما يحتاجون إليه من الفكر والروية والتدبر
وقد أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ مع كل إنسان ملك إذا نام يأخذ نفسه فإذا أذن الله في قبض روحه قبضه وإلا ردها الله فذلك قوله تعالى :﴿ يتوفاكم بالليل ﴾ ] وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في الآية قال : ما من ليلة إلا والله يقبض الأرواح كلها فيسأل كل نفس عما عمل صاحبها من النهار ثم يدعو ملك الموت فيقول : اقبض روح هذا وما من يوم إلا وملك الموت ينظر في كتاب حياة الإنسان قائل يقول ثلاثة وقائل يقول خمسا وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في الآية قال : أما وفاته إياهم بالليل فمنامهم وأما ﴿ جرحتم بالنهار ﴾ فيقول : ما اكتسبتم بالنهار ﴿ ثم يبعثكم فيه ﴾ قال : في النهار ﴿ ليقضى أجل مسمى ﴾ وهو الموت وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ ويعلم ما جرحتم ﴾ قال : ما كسبتم من الإثم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله :﴿ ويرسل عليكم حفظة ﴾ قال : هم المعقبات من الملائكة يحفظونه ويحفظون عمله وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في الآية قال : أعوان ملك الموت من الملائكة وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في قوله :﴿ وهم لا يفرطون ﴾ يقول : لا يضيعون


الصفحة التالية
Icon