قوله : ١٠١ - ﴿ بديع السموات والأرض ﴾ أي مبدعهما فكيف يجوز أن ﴿ يكون له ولد ﴾ وقد جاء البديع : بمعنى البدع كالسميع بمعنى المسمع كثيرا ومنه قول عمرو بن معدي كرب :
( أمن ريحانة الداعي السميع | يؤرقني وأصحابي هجوع ) |
أي المسمع وقيل : هو من إضافة الصفة المشبهة إلى الفاعل والأصل بديع سمواته وأرضه وأجاز الكسائي خفضه على النعت لله والظاهر أن رفعه على تقدير مبتدأ محذوف أو على أنه مبتدأ وخبره ﴿ أنى يكون له ولد ﴾ وقيل : هو مرفوع على أنه فاعل تعالى وقرئ بالنصب على المدح والاستفهام في ﴿ أنى يكون له ولد ﴾ للإنكار والاستبعاد : أي من كان هذا وصفه وهو أنه خالق السموات والأرض وما فيهما كيف يكون له ولد ؟ وهو من جملة مخلوقاته وكيف يتخذ ما يخلقه ولدا ثم بالغ في نفي الولد فقال :﴿ ولم تكن له صاحبة ﴾ أي كيف يكون له ولد والحال أنه لم تكن له صاحبة والصاحبة إذا لم توجد استحال وجود الولد وجملة ﴿ وخلق كل شيء ﴾ لتقرير ما قبلها لأن من كان خالقا لكل شيء استحال منه أن يتخذ بعض مخلوقاته ولدا ﴿ وهو بكل شيء عليم ﴾ لا تخفى عليه من مخلوقاته خافية
والإشارة بقوله : ١٠٢ - ﴿ ذلكم ﴾ إلى الأوصاف السابقة وهو في موضع رفع على الابتداء وما بعده خبره وهو الاسم الشريف و ﴿ الله ربكم ﴾ بدلا من اسم الإشارة وكذلك ﴿ لا إله إلا هو خالق كل شيء ﴾ خبر المبتدأ ويجوز ارتفاع خالق على إضمار مبتدأ وأجاز الكسائي والفراء النصب فيه ﴿ فاعبدوه ﴾ أي من كانت هذه صفاته فهو الحقيق بالعبادة فاعبدوه ولا تعبدوا غيره ممن ليس له من هذه الصفات العظيمة شيء