١١٧ - ﴿ إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ﴾ وهو العالم بمن يضل عن سبيله ومن يهتدي إليه قال بعض أهل العلم : إن ﴿ أعلم ﴾ في الموضعين بمعنى يعلم قال ومنه قول حاتم الطائي :

( فحالفت طي من دوننا حلفا والله أعلم ما كنا لهم خولا )
والوجه في هذا التأويل أن أفعل التفضيل لا ينصب الاسم الظاهر فتكون من منصوبة بالفعل الذي جعل أفعل التفضيل نائبا عنه وقيل : إن أفعل التفضيل على بابه والنصب بفعل مقدر وقيل : إنها منصوبة بأفعل التفضيل أي إن ربك أعلم أي الناس يضل عن سبيله وقيل : في محل نصب بنزع الخافض : أي بمن يضل قاله بعض البصريين وقيل : في محل جر إضافة أفعل التفضيل إليها
وقد أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ مفصلا ﴾ قال : مبينا وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله :﴿ صدقا وعدلا ﴾ قل : صدقا فيما وعد وعدلا فيما حكم وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو نصر السجزي في الإنابة عن محمد بن كعب القرظي في قوله :﴿ لا مبدل لكلماته ﴾ قال : لا تبديل لشيء قاله في الدنيا والآخرة لقوله :﴿ ما يبدل القول لدي ﴾ وأخرج ابن مردويه وابن النجار عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله :﴿ وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ﴾ قال : لا إله إلا الله وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي اليمان عامر بن عبد الله قال :[ دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد الحرام يوم فتح مكة ومعه مخصرة ولكل قوم صنم يعبدونه فجعل يأتيها صنما صنما ويطعن في صدر الصنم بعصا ثم يعقره فكلما طعن صنما أتبعه ضربا بالقوس حتى يكسروه ويطرحوه خارجا من المسجد والنبي صلى الله عليه و سلم يقول :﴿ وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ﴾ ]


الصفحة التالية
Icon