قوله : ٥٠ - ﴿ أن أفيضوا علينا من الماء ﴾ الإفاضة : التوسعة يقال : أفاض عليه نعمه طلبوا منهم أن يواسوهم بشيء من الماء أو بشيء مما رزقهم الله من غيره من الأشربة أو الأطعمة فأجابوا بقولهم :﴿ إن الله حرمهما ﴾ أي الماء وما رزقهم الله من غيره ﴿ على الكافرين ﴾ فلا نواسيكم بشيء مما حرمه الله عليكم وقيل : إن هذا النداء من أهل النار كان بعد دخول أهل الأعراف الجنة
وجملة ٥١ - ﴿ الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا ﴾ في محل جر صفة الكافرين وقد تقدم تفسير اللهو واللعب والغرر قوله :﴿ فاليوم ننساهم ﴾ أي نتركهم في النار ﴿ كما نسوا لقاء يومهم هذا ﴾ الكاف نعت مصدر محذوف وما مصدرية : أي نسيانا كنسيانهم لقاء يومهم هذا قوله :﴿ وما كانوا بآياتنا يجحدون ﴾ معطوف على ما نسوا : أي كما نسوا وكما كانوا بآياتنا يجحدون : أي ينكرونها
واللام في ٥٢ - ﴿ ولقد جئناهم ﴾ جواب القسم والمراد بالكتاب الجنس إن كان الضمير للكفار جميعا وإن كان للمعاصرين للنبي صلى الله عليه و سلم فالمراد بالكتاب القرآن والتفصيل التبيين و ﴿ على علم ﴾ في محل نصب على الحال : أي عالمين حال كونه ﴿ هدى ﴾ للمؤمنين ﴿ ورحمة ﴾ لهم قال الكسائي والفراء : ويجوز هدى ورحمة بالخفض على النعت لكتاب
قوله : ٥٣ - ﴿ هل ينظرون إلا تأويله ﴾ بالهمز من آل وأهل المدينة يخفون الهمزة والنظر الانتظار : أي هل ينتظرون إلا ما وعدوا به في الكتاب من العقاب الذي يؤول الأمر إليه وقيل : تأويله جزاؤه وقيل : عاقبته والمعنى متقارب ويوم ظرف ليقول : أي يوم يأتي تأويله وهو يوم القيامة ﴿ يقول الذين نسوه من قبل ﴾ أي تركوه من قبل أن يأتي تأويله ﴿ قد جاءت رسل ربنا بالحق ﴾ الذي أرسلهم الله به إلينا ﴿ فهل لنا من شفعاء ﴾ استفهام منهم ومعناه التمني ﴿ فيشفعوا لنا ﴾ منصوب لكونه جوابا للاستفهام قوله :﴿ أو نرد ﴾ قال الفراء : المعنى أو هل نرد ﴿ فنعمل غير الذي كنا نعمل ﴾ وقال الزجاج : نرد عطف على المعنى : أي هل يشفع لنا أحد أو نرد وقرأ ابن أبي إسحاق أو نرد فنعمل بنصبهما كقول امرئ القيس :
( فقلت له لا تبك عينك إنما | نحاول ملكا أو نموت فنعذرا ) |