جعل سبحانه التقوى شرطا في الجعل المذكور مع سبق علمه بأنهم يتقون أو لا يتقون جريا على ما يخاطب به الناس بعضهم بعضا والتقوى : اتقاء مخالفة أوامره والوقوع في مناهيه والفرقان ما يفرق به بين الحق والباطل والمعنى : أنه يجعل لهم من ثبات القلوب وثقوب البصائر : وحسن الهداية ما يفرقون به بينهما عند الالتباس وقيل : الفرقان المخرج من الشبهات والنجاة من كل ما يخافونه ومنه قول الشاعر :
( ما لك من طول الأسى فرقان | بعد قطين رحلوا وبانوا ) |
( وكيف أرجى الخلد والموت طالبي | وما لي من كأس المنية فرقان ) |
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ يجعل لكم فرقانا ﴾ قال : هو المخرج وأخرج ابن جرير عنه قال : هو النجاة وأخرج ابن جرير عن عكرمة مثله وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : هو النضر