قوله : ٤٦ - ﴿ وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم ﴾ هذا شروع في بيان حكم الإنجيل بعد بيان حكم التوراة : أي جعلنا عيسى ابن مريم يقفو آثارهم : أي آثار النبيين الذين أسلموا من بني إسرائيل يقال قفيته مثل عقبته : إذا أتبعته ثم يقال قفيته بفلان وعقبته به فيتعدى إلى الثاني بالباء والمفعول الأول محذوف استغناء عنه بالظرف وهو على آثارهم لأنه إذا قفى به على أثره فقد قفى به إياه وانتصاب ﴿ مصدقا ﴾ على الحال من عيسى ﴿ وآتيناه الإنجيل ﴾ عطف على قفنا ومحل الجملة أعني ﴿ فيه هدى ﴾ النصب على الحال من الإنجيل ﴿ ونور ﴾ عطف على هدى وقوله :﴿ ومصدقا ﴾ معطوف على محل ﴿ فيه هدى ﴾ أي أن الإنجيل أوتيه عيسى حال كونه مشتملا على الهدى والنور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وقيل إن مصدقا معطوف على مصدقا الأول فيكون حالا من عيسى مؤكدا للحال الأول ومقررا له والأول أولى لأن التأسيس خير من التأكيد قوله :﴿ وهدى وموعظة للمتقين ﴾ عطف على مصدقا داخل تحت حكمه منضما إليه : أي مصدقا وهاديا وواعظا للمتقين