قوله : ٩٠ - ﴿ على شيء ﴾ فيه تحقير وتقليل لما هم عليه : أي لستم على شيء يعتد به حتى تقيموا التوراة والإنجيل : أن تعملوا بما فيهما من أوامر الله ونواهيه التي من جملتها أمركم باتباع محمد صلى الله عليه و سلم ونهيكم عن مخالفته قال أبو علي الفارسي : ويجوز أن يكون ذلك قبل النسخ لهما قوله :﴿ وما أنزل إليكم من ربكم ﴾ قيل هو القرآن فإن إقامة الكتابين لا تصح بغير إقامته ويجوز أن يكون المراد ما أنزل إليهم على لسان الأنبياء من غير الكتابين قوله :﴿ وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا ﴾ أي كفرا إلى كفرهم وطغيانا على طغيانهم والمراد بالكثير منهم من لم يسلم واستمر على المعاندة وقيل المراد به العلماء منهم وتصدير هذه الجملة بالقسم لتأكيد مضمونها قوله :﴿ فلا تأس على القوم الكافرين ﴾ أي دع عنك التأسف على هؤلاء فإن ضرر ذلك راجع إليهم ونازل بهم وفي المتبعين لك من المؤمنين غنى لك عنهم


الصفحة التالية
Icon