لما ذكر الله سبحانه عاقبة المشركين بقوله :﴿ ولهم سوء الدار ﴾ كان لقائل أن يقول : قد نرى كثيرا منهم قد وفر الله له الرزق وبسط له فيه فأجاب عن ذلك بقوله : ٢٦ - ﴿ الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ﴾ فقد يبسط الرزق لمن كان كافرا ويقتره على من كان مؤمنا ابتلاء وامتحانا ولا يدل البسط على الكرامة ولا القبض على الإهانة ومعنى يقدر : يضيق ومنه - ومن قدر عليه رزقه - أي ضيق وقيل معنى يقدر : يعطي بقدر الكفاية ومعنى الآية : أنه الفاعل لذلك وحده القادر عليه دون غيره ﴿ وفرحوا بالحياة الدنيا ﴾ أي مشركو مكة فرحوا بالدنيا وجهلوا ما عند الله قيل وفي هذه الآية تقديم وتأخير والتقدير : الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض وفرحوا بالحياة الدنيا فيكون وفرحوا معطوفا على يفسدون ﴿ وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ﴾ أي ما هي إلا شيء يستمتع به وقيل المتاع واحد الأمتعة كالقصعة والسكرجة ونحوهما وقيل المعنى : شيء قليل ذاهب من متع النهار : إذا ارتفع فلا بد له من زوال وقيل زاد كزاد الراكب يتزود به منها إلى الآخرة