٧٣ - ﴿ فأخذتهم الصيحة ﴾ العظيمة أو صيحة جبريل حال كونهم ﴿ مشرقين ﴾ أي داخلين في وقت الشروق يقال أشرقت الشمس : أي أضاءت وشرقت إذا شلعت وقيل هما لغتان بمعنى واحد وأشرق القوم إذا دخلوا في وقت شروق الشمس وقيل أراد شروق الفجر وقيل أول العذاب كان عند شروق الفجر وامتد إلى طلوع الشمس والصيحة : العذاب
٧٤ - ﴿ فجعلنا عاليها سافلها ﴾ أي عالي المدينة سافلها ﴿ وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾ من طين متحجر وقد تقدم الكلام مستوفى على هذا في سورة هود
٧٥ - ﴿ إن في ذلك ﴾ أي في المذكور من قصتهم وبيان ما أصابهم ﴿ لآيات ﴾ لعلامات يستدل بها ﴿ للمتوسمين ﴾ للمتفكرين الناظرين في الأمر ومنه قول زهير :

( وفيهن ملهى للصديق ومنظر أنيق لعين الناظر المتوسم )
وقال الآخر :
( أو كلما وردت عكاظ قبيلة بعثوا إلي عريفهم يتوسم )
وقال أبو عبيدة : للمتبصرين وقال الثعلب : الواسم الناظر إليك من قرنك إلى قدمك والمعنى متقارب وأصل التوسم التثبت والتفكر مأخوذ من الوسم وهو التأثير بحديدة في جلد البعير
٧٦ - ﴿ وإنها لبسبيل مقيم ﴾ يعني قرى قوم لوط أو مدينتهم على طريق ثابت وهي الطريق من المدينة إلى الشام فإن السالك في هذه الطريق يمر بتلك القرى
٧٧ - ﴿ إن في ذلك ﴾ المذكور من المدينة أو القرى ﴿ لآية للمؤمنين ﴾ يعتبرون بها فإن المؤمنين من العباد هم الذين يعتبرون بما يشاهدونه من الآثار
وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ وجاء أهل المدينة يستبشرون ﴾ قال : استبشروا بأضياف نبي الله لوط حين نزلوا به لما أرادوا أن يأتوا إليهم من المنكر وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله :﴿ أولم ننهك عن العالمين ﴾ قال : يقولون أو لم ننهك أن تضيف أحدا أو تؤويه ﴿ قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين ﴾ أمرهم لوط بتزويج النساء وأراد أن يبقي أضيافه ببناته وأخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس قال : ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه و سلم وما سمعت الله أقسم بحيات أحد غيره قال :﴿ لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ﴾ يقول : وحياتك يا محمد وعمرك وبقائك في الدنيا وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في قوله :﴿ لعمرك ﴾ قال : لعيشك وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : ما حلف الله بحياة أحد إلا بحياة محمد قال ﴿ لعمرك ﴾ الآية وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي قال : كانوا يكرهون أن يقول الرجل لعمري يرونه كقوله وحياتي وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة ﴿ إنهم لفي سكرتهم يعمهون ﴾ أي في ضلالهم يلعبون وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الأعمش في الآية لفي غفلتهم يترددون وأخرج ابن جرير عن ابن جريح فأخذتهم الصيحة مثل الصاعقة وكل شيء أهلك به قوم فهو صاعقة وصيحة وأخرج ابن جرير عنه ﴿ مشرقين ﴾ قال : حين أشرقت الشمس وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس في قوله :﴿ إن في ذلك لآية ﴾ قال : علامة أما ترى الرجل يرسل خاتمه إلى أهله فيقول هاتوا كذا وكذا فإذا رأوه عرفوا أنه حق وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ للمتوسمين ﴾ قال : للناظرين وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة قال : للمعتبرين وأخرج ابن جريح وابن المنذر عن مجاهد قال : للمتفرسين وأخرج البخاري في التاريخ والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن السني وأبو نعيم وابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ :﴿ إن في ذلك لآيات للمتوسمين ﴾ ] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإنها لبسبيل مقيم ﴾ يقول لبهلاك وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : لبطريق مقيم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال : لبطريق واضح


الصفحة التالية
Icon