يقال نسوة بضم النون وهي قراءة الأعمش والفضل وسليمان ويقال نسوة بكسر النون وهي قراءة الباقين والمراد جماعة من النساء ويجوز التذكير في العفل المسند إليهن كما يجوز التأنيث قيل : وهن امرأة ساقي العزيز وامرأة خبازه وامرأة صاحب دوابه وامرأة صاحب سجنه وامرأة حاجبه وافتى في كلام العرب : الشاب والفتاة : الشابة والمراد به هنا : غلامها يقال فتاي وفتاتي : أي غلامي واجاريتي وجملة ٣٠ - ﴿ قد شغفها حبا ﴾ في محل رفع على أنها خبر ثان للمبتدأ أو في محل نصب على الحال ومعنى شغفها حبا : غلبها حبه وقيل دخل حبه في شغافها قال أبو عبيدة : وشغاف القلب غلافه وهو جلدة عليه وقيل هو وسط القلب وعلى هذا يكون المعنى : دخل حبه إلى شغافها فغلب عليه وأنشد الأصمعي قول الراجز :
( يتبعها وهي له شغاف )
وقرأ جعفر بن محمد وابن محيصن والحسن شعفها بالعين المهملة قال ابن الأعرابي : معناه أجرى حبه عليها وقرأ غيرهم بالمعجمة قال الجوهري : شعفه الحب أحرق قلبه وقال أبو زيد : أمرضه قال النحاس : معناه عند أكثر أهل اللغة : قد ذهب بها كل مذهب لأن شعاف الجبال : أعاليها وقد شغف بذلك شغفا بإسكان الغين المعجمة : إذا ولع به وأنشد أبو عبيدة بيت امرئ القيس :
( أتقتلني من قد شغفت فؤادها | كما شغف المهنوة الرجل الطالي ) |