٥٣ - ﴿ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ﴾ أي قل يا محمد لعبادي المؤمنين إنهم يقولون عند محاورتهم للمشركين الكلمة التي هي أحسن من غيرها من الكلام الحسن كقوله سبحانه :﴿ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ﴾ وقوله :﴿ فقولا له قولا لينا ﴾ لأن المخاشنة لهم ربما تنفرهم عن الإجابة أو تؤدي إلى ما قال سبحانه ﴿ ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ﴾ وهذا كان قبل نزول آية السيف وقيل المعنى : قل لهم يأمروا بما أمر الله وينهوا عما نهى عنه وقيل هذه الآية للمؤمنين فيما بينهم خاصة والأول أولى كما يشهد به السبب الذي سنذكره إن شاء الله ﴿ إن الشيطان ينزغ بينهم ﴾ أي بالفساد وإلقاء العداوة والإغراء قال اليزيدي : يقال نزغ بيننا : أي أفسد وقال غيره : النزغ الإغراء ﴿ إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ﴾ أي متظاهرا بالعداوة مكاشفا بها وهو تعليل لما قبله وقد تقدم مثل هذا في البقرة
٥٤ - ﴿ ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم ﴾ قيل هذا خطاب للمشركين والمعنى : إن يشأ يوفقكم للإسلام فيرحمكم أو يميتكم عن الشرك فيعذبكم وقيل هو خطاب للمؤمنين : أي إن يشأ يرحمكم بأن يحفظكم من الكفار أو إن يشأ يعذبكم بتسليطهم عليكم وقيل إن هذا تفسير للكلمة التي هي أحسن ﴿ وما أرسلناك عليهم وكيلا ﴾ أي ما وكلناك في منعهم من الكفر وقسرهم على الإيمان وقيل : ما جعلناك كفيلا لهم تؤخذ بهم ومنه قول الشاعر :

( ذكرت أبا أروى فبت كأنني برد الأمور الماضيات وكيل )
أي كفيل


الصفحة التالية
Icon