٥٣ - ﴿ ووهبنا له من رحمتنا ﴾ أي من نعمتنا وقيل من أجل رحمتنا و ﴿ هارون ﴾ عطف بيان و ﴿ نبيا ﴾ حال منه وذلك حين سأل ربه قال :﴿ اجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي ﴾
ووصف الله سبحانه إسماعيل بصدق الوعد مع كون جميع الأنبياء كذلك لأنه كان مشهورا بذلك مبالغا فيه وناهيك بأنه وعد الصبر من نفسه على الذبح فوفى بذلك وكان ينتظر لمن وعده بوعد الأيام والليالي حتى قيل إنه انتظر لبعض من وعده حولا والمراد بإسماعيل هنا هو إسماعيل بن إبراهيم ولم يخالف في ذلك إلا من لا يعتد به فقال : هو إسماعيل بن حزيقل بعثه الله إلى قومه فسلخوا جلدة رأسه فخيره الله فيما شاء من عذابهم فاستعفاه ورضي بثوابه وقد استدل بقوله تعالى في إسماعيل ٥٤ - ﴿ وكان رسولا نبيا ﴾ على أن الرسول لا يجب أن يكون صاحب شريعة فإن أولاد إبراهيم كانوا شريعته وقيل إنه وصفه بالرسالة لكون إبراهيم أرسله إلى جرهم
٥٥ - ﴿ وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ﴾ قيل المراد بأهله هنا أمته وقيل جرهم وقيل عشيرته كما في قوله :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ والمراد بالصلاة والزكاة هنا هما العبادتان الشرعيتان ويجوز أن يراد معناهما اللغوي ﴿ وكان عند ربه مرضيا ﴾ أي رضيا زاكيا صالحا قال الكسائي والفراء : من قال مرضي بنى على رضيت قالا : وأهل الحجاز يقولون مرضو
٥٦ - ﴿ واذكر في الكتاب إدريس ﴾ اسم إدريس أخنوخ قيل هو جد نوح فإن نوحا هو ابن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ وعلى هذا فيكون جد أبي نوح ذكره الثعلبي وغيره وقد قيل إن هذا خطأ وامتناع إدريس للعجمة والعلمية وهو أول من خط بالقلم ونظر في النجوم والحساب وأول من خاط الثياب قيل وهو أول من أعطي النبوة من بني آدم
وقد اختلف في معنى قوله : ٥٧ - ﴿ ورفعناه مكانا عليا ﴾ فقيل إن الله رفعه إلى السماء الرابعة وقيل إلى السادسة وقيل إلى الثانية وقد روى البخاري في صحيحه من حديث الإسراء وفيه : ومنهم إدريس في الثانية وهو غلط من رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر والصحيح أنه في السماء الرابعة كما رواه مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم وقيل إن المراد برفعه مكانا عليا : ما أعطيه من شرف النبوة وقيل إنه رفع إلى الجنة


الصفحة التالية
Icon