٢٦ - ﴿ ويسر لي أمري ﴾ ومعنى تيسير الأمر تسهيله
٢٧ - ﴿ واحلل عقدة من لساني ﴾ يعني العجمة التي كانت فيه من الجمرة التي ألقاها في فيه وهو طفل : أي أطلق عن لساني العقدة التي فيه قيل أذهب الله سبحانه تلك العقدة جميعها بدليل قوله :﴿ قد أوتيت سؤلك يا موسى ﴾ وقيل لم تذهب كلها لأنه لم يسأل حل عقدة لسانه بالكلية بل سأل حل عقدة تمنع الإفهام بدليل قوله :﴿ من لساني ﴾ أي كائنة من عقد لساني ويؤيد ذلك قوله :﴿ هو أفصح مني لسانا ﴾ وقوله حكاية عن فرعون ﴿ ولا يكاد يبين ﴾
وجواب الأمر قوله : ٢٨ - ﴿ يفقهوا قولي ﴾ أي يفهموا كلامي والفقه في كلام العرب الفهم ثم خص به علم الشريعة والعالم به فقيه قاله الجوهري
٢٩ - ﴿ واجعل لي وزيرا من أهلي ﴾
٢٩ - ﴿ واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي ﴾ الوزير الموازر كالأكيل المواكل لأنه يحمل عن السلطان وزره : أي ثقله : قال الزجاج : واشتقاقه في اللغة من الوزر وهو الجبل الذي يعتصم به لينجى من الهلكة والوزير الذي يعتمد الملك على رأيه في الأمور ويلتجئ إليه وقال الأصمعي : هو مشتق من الموازرة وهي المعاونة وانتصاب وزيرا وهارون على أنهما مفعولا اجعل وقيل مفعولاه : لي وزيرا ويكون هارون عطف بيان للوزير والأول أظهر ويكون لي متعلقا بمحذوف : أي كائنا لي ومن أهلي صفة لوزيرا وأخي بدل من هارون
قرأ الجمهور ٣١ - ﴿ اشدد ﴾ بهمزة وصل
و٣٢ - ﴿ أشركه ﴾ بهمزة قطع كلاهما على صيغة الدعاء : أي يا رب أحكم به قوتي واجعله شريكي في أمر الرسالة والأزر القوة يقال آزره : أي قواه وقيل الظهر : أي اشدد به ظهري وقرأ ابن عامر ويحيى بن الحارث وأبو حيوة والحسن وعبد الله بن أبي إسحاق ﴿ اشدد ﴾ بهمزة قطع ﴿ وأشركه ﴾ بضم الهمزة أي أشدد أنا به أزري وأشركه أنا في أمري قال النحاس : جعلوا الفعلين في موضع جزم جوابا لقوله اجعل لي وزيرا وقرأ بفتح الياء من ﴿ أخي ﴾ ابن كثير وأبو عمرو lv hg
٣٣ - ﴿ كي نسبحك كثيرا ﴾
٣٤ - ﴿ كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا ﴾ هذا التسبيح والذكر هما الغاية من الدعاء المتقدم والمراد التسبيح هنا باللسان وقيل المراد به الصلاة وانتصاب كثيرا في الموضعين على أنه نعت مصدر محذوف أو لزمان محذوف
٣٥ - ﴿ إنك كنت بنا بصيرا ﴾ البصير المبصر والبصير العالم بخفيات الأمور وهو المراد هنا : أي إنك كنت بنا عالما في صغرنا فأحسنت إلينا فأحسن إلينا أيضا كذلك الآن
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في عصا موسى قال : أعطاه إياها ملك من الملائكة إذ توجه إلى مدين فكانت تضيء له بالليل ويضرب بها الأرض فتخرج له النبات ويهش بها على غنمه ورق الشجر وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله :﴿ وأهش بها على غنمي ﴾ قال : أضرب بها الشجر فيتساقط منه الورق على غنمي وقد روي نحو هذا عن جماعة من السلف وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله :﴿ ولي فيها مآرب ﴾ قال : حوائج وأخرج ابن أبي شيبه و عبد بن حميد وابن المنذر و ابن أبي حاتم عن مجاهد نحوه وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي نحوه وأخرج أيضا عن قتادة قال : كانت تضيء له بالليل وكانت عصا آدم عليه السلام وأخرج أيضا عن ابن عباس في قوله :﴿ فألقاها فإذا هي حية تسعى ﴾ قال : ولم تكن قبل ذلك حية فمرت بشجرة فأكلتها ومرت بصخرة فابتلعتها فجعل موسى يسمع وقع الصخرة في جوفها فولى مدبرا فنودي أن يا موسى خذها فلم يأخذها ثم نودي الثانية أن خذها ولا تخف فقيل له في الثالثة : إنك من الآمنين فأخذها وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ سنعيدها سيرتها الأولى ﴾ قال : حالتها الأولى وأخرجا عنه أيضا
﴿ من غير سوء ﴾ قال من غير برص وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي ﴾ قال : كان أكبر من موسى وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله :﴿ وأشركه في أمري ﴾ قال نبئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى


الصفحة التالية
Icon