٤١ - ﴿ واصطنعتك لنفسي ﴾ الاصطناع : اتخاذ الصنعة وهي الخير تسديه إلى إنسان والمعنى : اصطنعتك لوحيي ورسالتي لتتصرف على أرادتي قال الزجاج : تأويله اخترتك لإقامة حجتي وجعلتك بيني وبين خفي وصرت بالتبليغ عني بالمنزلة التي أكون أنا بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم قيل وهو تمثيل لما خوله الله سبحانه من الكرامة العظمى بتقريب الملك لبعض خواصه
٤٢ - ﴿ اذهب أنت وأخوك ﴾ أي وليذهب أخوك وهو كلام مستأنف مسوق لبيان ما هو المقصود من الاصطناع ومعنى ﴿ بآياتي ﴾ بمعجزاتي التي جعلتها لك آية وهي التسع الآيات ﴿ ولا تنيا في ذكري ﴾ أي لا تضعفا ولا تفترا يقال ونى يني ونيا : إذا ضعف قال الشاعر :

( فما ونى محمد مذ أن غفر له الإله ما مضى وما غير )
وقال امرؤ القيس :
( يسيح إذا ما السابحات على الونى أثرن غبارا بالكديد الموكل )
قال الفراء : في ذكري وعن ذكري سواء والمعنى : لا تقصرا عن ذكري بالإحسان إليكما والإنعام عليكما وذكر النعمة شكرها وقيل معنى لا تنيا لا تبطئا في تبليغ الرسالة وفي قراءة ابن مسعود لا تهنا في ذكري
٤٣ - ﴿ اذهبا إلى فرعون إنه طغى ﴾ هذا أمر لهما جميعا بالذهاب وموسى حاضر وهارون غائب تغليبا لموسى لأنه الأصل في أداء الرسالة وعلل الأمر بالذهاب لقوله :﴿ إنه طغى ﴾ أي جاوز الحد في الكفر والتمرد وخص موسى وحده بالأمر بالذهاب فيما تقدم وجمعهما هنا تشريفا لموسى بإفراده وتأكيدا للأمر بالذهاب بالتكرير وقيل إن في هذا دليلا على أنه لا يكفي ذهاب أحدهما وقيل الأول أمر لموسى بالذهاب إلى كل الناس والثاني أمر لهما بالذهاب إلى فرعون


الصفحة التالية
Icon