١٣٥ - ﴿ قل كل متربص فتربصوا ﴾ أي قل لهم يا محمد كل واحد منا ومنكم متربص : أي منتظر لما يؤول إليه الأمر فتربصوا أنتم ﴿ فستعلمون ﴾ عن قريب ﴿ من أصحاب الصراط السوي ﴾ أي فستعلمون بالنصر والعاقبة من هو من أصحاب الصراط المستقيم ﴿ ومن اهتدى ﴾ من الضلالة ونزع عن الغواية ومن في الموضعين في محل رفع بالابتداء قال النحاس : والفراء يذهب إلى أن معنى ﴿ من أصحاب الصراط السوي ﴾ من لم يضل وإلى أن معنى ﴿ من اهتدى ﴾ من ضل ثم اهتدى وقيل من في الموضعين في محل نصب وكذا قال الفراء وحكى عن الزجاج أنه قال : هذا خطأ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله وقرأ أبو رافع فسوف تعلمون وقرأ يحيى بن يعمر وعاصم الجحدري السوي على فعلي وردت هذه القراءة بأن تأنيث الصراط شاذ وقيل هي بمعنى الوسط والعدل اهـ
وقد أخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ أفلم يهد لهم ﴾ ألم نبين لهم ﴿ كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم ﴾ نحو عاد وثمود ومن أهلك من الأمم وفي قوله :﴿ ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ﴾ يقول هذا من مقاديم الكلام يقول لولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاما وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي نحوه وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : الأجل المسمى الكلمة التي سبقت من ربك وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ لكان لزاما ﴾ قال موتا وأخرج الفريابي وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله :﴿ وسبح بحمد ربك ﴾ الآية قال : هي الصلاة المكتوبة وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن جرير عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله :﴿ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ﴾ قال : قبل طلوع الشمس صلاة الصبح وقبل غروبها صلاة العصر وفي الصحيحين وغيرهما من حديث جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا وقرأ ﴿ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ﴾ ] وفي صحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي عن عمارة بن رؤبة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :[ لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ] وأخرج ابن أبي شيبة وابن راهويه والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والخرائطي وأبو نعيم عن أبي رافع قال :[ أضاف النبي صلى الله عليه و سلم ضيفا ولم يكن عند النبي صلى الله عليه و سلم ما يصلحه فأرسلني إلى رجل من اليهود أن بعنا أو سلفنا دقيقا إلى هلال رجب فقال : لا إلا برهن فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال : أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض ولئن أسلفني أو باعني لأديت إليه اذهب بدرعي الجديد فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية ﴿ ولا تمدن عينيك ﴾ ] وكأنه يعزيه عن الدنيا وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :[ إن أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح الله لكم من زهرة الدنيا قالوا : وما زهرة الدنيا يا رسول الله ؟ قال بركات الأرض ] وأخرج ابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت ﴿ وأمر أهلك بالصلاة ﴾ كان النبي صلى الله عليه و سلم يجيء إلى باب علي صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول : الصلاة رحمكم الله ﴿ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ﴾ وأخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء نحوه وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ثابت قال [ كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أصابت أهله خصاصة نادى أهله : يا أهلاه صلوا صلوا ] قال ثابت : وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب بإسناد قال السيوطي صحيح عن عبد الله بن سلام قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق أمرهم بالصلاة وقرأ ﴿ وأمر أهلك بالصلاة ﴾ الآية