٣٤ - ﴿ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ﴾ أي دوام البقاء في الدنيا ﴿ أفإن مت ﴾ بأجلك المحتوم ﴿ فهم الخالدون ﴾ أي أفهم الخالدون : قال الفراء : جاء بالفاء لتدل على الشرط لأنه جواب قولهم سيموت قال : ويجوز حذف الفاء وإضمارها والمعنى : إن مت فهم يموتون أيضا فلا شماتة في الموت وقرئ ﴿ مت ﴾ بكسر الميم وضمها لغتان : وكان سبب نزول هذه الآية قول المشركين فيما حكاه الله عنهم ﴿ أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ﴾
٣٥ - ﴿ كل نفس ذائقة الموت ﴾ أي زائقة مفارقة جسدها فلا يبقى أحد من ذوات الأنفس المخلوقة كائنا ما كان ﴿ ونبلوكم بالشر والخير فتنة ﴾ أي نختبركم بالشدة والرخاء لننظر كيف شكركم وصبركم والمراد أنه سبحانه يعاملهم معاملة من يبلوكم وفتنة مصدر لنبلوكم من غير لفظه ﴿ وإلينا ترجعون ﴾ لا إلى غيرنا فنجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال : قالت اليهود إن الله عز و جل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة فقال الله تكذيبا لهم ﴿ بل عباد مكرمون ﴾ أي الملائكة ليس كما قالوا بل عباد أكرمهم بعبادته ﴿ لا يسبقونه بالقول ﴾ يثني عليهم ﴿ ولا يشفعون ﴾ قال : لا تشفع الملائكة يوم القيامة ﴿ إلا لمن ارتضى ﴾ قال : لأهل التوحيد وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله :﴿ إلا لمن ارتضى ﴾ قال : لأهل التوحيد لمن رضي عنه وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال : قول لا إله إلا الله وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في الآية قال : الذين ارتضاهم لشهادة أن لا إله إلا الله وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم تلا قوله تعالى :﴿ ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ﴾ قال :[ إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ] وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله :﴿ كانتا رتقا ففتقناهما ﴾ قال : فتقت السماء بالغيث وفتقت الأرض بالنبات وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ كانتا رتقا ﴾ قال : لا يخرج منهما شيء وذكر مثل ما تقدم وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عنه أيضا من طريق أخرى وأخرج ابن جرير عنه ﴿ كانتا رتقا ﴾ قال : ملتصقتين وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي العالية في قوله :﴿ وجعلنا من الماء كل شيء حي ﴾ قال : نطفة الرجل وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ﴿ وجعلنا فيها فجاجا سبلا ﴾ قال : بين الجبال وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ كل في فلك ﴾ قال : دوران ﴿ يسبحون ﴾ قال يجرون وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عنه ﴿ كل في فلك ﴾ قال : فلك كفلكة المغزل ﴿ يسبحون ﴾ قال : يدورون في أبواب السماء كما تدور الفلكة في المغزل وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : هو فلك السماء وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن عائشة قال : دخل أبو بكر على النبي صلى الله عليه و سلم وقد مات فقبله وقال : وانبياه واخليلاه واصفياه ثم تلا ﴿ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ﴾ الآية وقوله :﴿ إنك ميت وإنهم ميتون ﴾ وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ ونبلوكم بالشر والخير فتنة ﴾ قال : نبتليكم بالشدة والرخاء والصحة والسقم والغنى والفقر والحلال والحرام والطاعة والمعصية والهدى والضلالة


الصفحة التالية
Icon