٩ - ﴿ عالم الغيب والشهادة ﴾ أي عالم كل غائب عن الحس وكل مشهود حاضر أو كل معدوم وموجود ولا مانع من حمل الكلام على ما هو أعم من ذلك ﴿ الكبير المتعال ﴾ أي العظيم الذي كل شيء دونه المتعالي عما يقوله المشركون أو المستعلي على كل شيء بقدرته وعظمته وقهره
ثم لما ذكر سبحانه أنه يعلم تلك المغيبات لا يغادره شيء منها بين أنه عالم بما يسرونه في أنفسهم وما يجهرون به لغيره وأن ذلك لا يتفاوت عنده فقال : ١٠ - ﴿ سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ﴾ فهو يعلم ما أسره الإنسان كعلمه بما جهر به من خير وشر وقوله : منكم متعلق بسواء على معنى يستوي منكم من أسر ومن جهر أو سر من أسر وجهر من جهر ﴿ ومن هو مستخف بالليل ﴾ أي مستتر في الظلمة الكائنة في الليل متوار عن الأعين يقال خفي الشيء واستخفى : أي استتر وتوارى ﴿ وسارب بالنهار ﴾ قال الكسائي : سرب يسرب سربا وسروبا إذا ذهب ومنه قول الشاعر :
( وكل أناس قاربوا قيد فحلهم | ونحن خلعنا قيده فهو سارب ) |