٣٩ - ﴿ وكلا ضربنا له الأمثال ﴾ قال الزجاج : أي وأنذرنا كلا ضربنا لهم الأمثال وبينا لهم الحجة ولم نضرب لهم الأمثال الباطلة كما يفعله هؤلاء الكفرة فجعله منصوبا بفعل مضمر يفسره ما بعده لأن حذرنا وذكرنا وأنذرنا في معنى ضربنا ويجوز أن يكون معطوفا على ما قبله والتنوين عوض عن المضاف إليه المحذوف وهو الأمم : أي كل الأمم ضربنا لهم الأمثال ﴿ و ﴾ أما ﴿ كلا ﴾ الأخرى : فهي منصوبة بالفعل الذي بعدها والتتبير : الإهلاك بالعذاب قال الزجاج : كل شيء كسرته وفتته فقد تبرته وقال المؤرج والأخفش : معنى ﴿ تبرنا تتبيرا ﴾ دمرنا تدميرا أبدلت التاء والباء من الدال والميم
٤٠ - ﴿ ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء ﴾ هذه جملة مستأنفة مبينة لمشاهدتهم لآثار هلاك بعض الأمم والمعنى : ولقد أتوا : أي مشركو مكة على قرية قوم لوط التي أمطرت مطر السوء وهو الحجارة : أي هلكت بالحجارة التي أمطروا بها وانتصاب مطر على المصدرية أو على أنه مفعول ثان : إذ المعنى أعطيتها وأوليتها مطر السوء أو على أنه نعت مصدر محذوف : أي إمطار مثل مطر السوء وقرأ أبو السمال السوء بضم السين وقد تقدم تفسير السوء في براءة ﴿ أفلم يكونوا يرونها ﴾ الاستفهام للتقريع والتوبيخ أي يرون القرية المذكورة عند سفرهم إلى الشام للتجارة فإنهم يمرون بها والفاء للعطف على مقدر : أي لم يكونوا ينظرون إليها فلم يكونوا يرونها ﴿ بل كانوا لا يرجون نشورا ﴾ أضرب سبحانه عما سبق من عدم رؤيتهم لتلك الآثار إلى عدم رجاء البعث منهم المستلزم لعدم رجائهم للجزاء ويجوز أن يكون معنى يرجون يخافون
٤١ - ﴿ وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا ﴾ أي ما يتخذونك إلا هزؤا : أي مهزوءا بك قصر معاملتهم له على اتخاذهم إياه هزوا فجواب إذا هو إن يتخذونك وقيل الجواب محذوف وهو قالوا ﴿ أهذا الذي ﴾ وعلى هذا فتكون جملة إن يتخذونك إلا هزؤا معترضة والأول أولى وتكون جملة ﴿ أهذا الذي بعث الله رسولا ﴾ في محل نصب على الحال بتقدير القول : أي قائلين أهذا إلخ وفي اسم الإشارة دلالة على استحقارهم له وتهكمهم به والعائد محذوف : أي بعثه الله وانتصاب رسولا على الحال : أي مرسلا واسم الإشارة مبتدأ وخبره الموصول


الصفحة التالية
Icon