فقال : ٦٠ - ﴿ وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن ﴾ قال المفسرون : إنهم قالوا ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة يعنون مسلمة قال الزجاج : الرحمن اسم من أسماء الله فلما سمعوه أنكروا فقالوا وما الرحمن ﴿ أنسجد لما تأمرنا ﴾ والاستفهام للإنكار : أي لا نسجد للرحمن الذي تأمرنا بالسجود له ومن قرأ بالتحتية فالمعنى : أنسجد لما يأمرنا محمد بالسجود له وقد قرأ المدنيون والبصريون ﴿ لما تأمرنا ﴾ بالفوقية واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي بالتحتية قال أبو عبيد : يعنون الرحمن قال النحاس : وليس يجب أن يتأول على الكوفيين في قراءتهم هذا التأويل البعيد ولكن الأولى أن يكون التأويل لهم اسجدوا لما يأمرنا النبي صلى الله عليه و سلم فتصبح القراءة على هذا وإن كانت الأولى أبين ﴿ وزادهم نفورا ﴾ أي زادهم الأمر بالسجود نفورا على الدين وبعد عنه وقيل زادهم ذكر الرحمن تباعدا من الإيمان كذا قال مقاتل والأول أولى ثم ذكر سبحانه ما لو تفكروا فيه لعرفوا وجوب السجود للرحمن
فقال : ٦١ - ﴿ تبارك الذي جعل في السماء بروجا ﴾ المراد بالبروج بروج النجوم : أي منازلها الإثنا عشر وقيل هي النجوم الكبار والأول أولى وسميت بروجا وهي القصور العالية لأنها للكواكب كالمنازل الرفيعة لمن يسكنها واشتقاق البرج من التبرج وهو الظهور ﴿ وجعل فيها سراجا ﴾ أي شمسا ومثله قوله تعالى :﴿ وجعل الشمس سراجا ﴾ وقرأ الجمهور ﴿ سراجا ﴾ بالإفراد وقرأ حمزة والكسائي ﴿ سراجا ﴾ بالجمع : أي النجوم العظام الوقادة ورجح القراءة الأولى أبو عبيد قال الزجاج : في تأويل قراءة حمزة والكسائي اراد الشمس والكواكب ﴿ وقمرا منيرا ﴾ أي ينير الأرض إذا طلع وقرأ الأعمش قمرا بضم القاف وإسكان الميم وهي قراءة ضعيفة شاذة


الصفحة التالية
Icon