١٥٠ - ﴿ فاتقوا الله وأطيعون ﴾
١٥١ - ﴿ ولا تطيعوا أمر المسرفين ﴾ أي المشركين وقيل الذين عقروا الناقة
ثم وصف هؤلاء المسرفين بقوله : ١٥٢ - ﴿ الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾ أي ذلك دأبهم يفعلون الفساد في الأرض ولا يصدر منهم الصلاح ألبتة
١٥٣ - ﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين ﴾ أي الذين أصيبوا بالسحر قاله مجاهد وقتادة وقيل المسحر هو المعلل بالطعام والشراب قاله الكلبي وغيره فيكون المسحر الذي له سحر وهو الرئة فكأنهم قالوا إنما أنت بشر مثلنا تأكل وتشرب قال الفراء : أي إنك تأكل الطعام والشراب وتسحر به ومنه قول امرئ القيس أو لبيد :

( فإن تسألينا فيم نحن فإننا عصافير من هذه الأنام المسحر )
وقال امرؤ القيس أيضا :
( أرانا موضعين لحتم غيب ونسحر بالطعام وبالشراب )
قال المؤرج : المسحر المخلوق بلغة ربيعة
١٥٤ - ﴿ ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين ﴾ في قولك ودعواك
١٥٥ - ﴿ قال هذه ناقة ﴾ الله ﴿ لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ﴾ أي يها نصيب من الماء ولكم نصيب منه معلوم ليس لكم أن تشربوا في اليوم الذي هو نصيبها ولا هي تشرب في اليوم الذي هو نصيبكم قال الفراء : الشرب الحظ من الماء قال النحاس : فأما المصدر فيقال فيه شرب شربا وأكثرهم المضموم والشرب بفتح الشين جمع شارب والمراد هنا الشرب بالكسر وبه قرأ الجمهور فيهما وقرأ ابن أبي عبلة بالضم فيهما
١٥٦ - ﴿ ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ﴾ أي لا تمسوها بعقر أو ضرب أو شيء مما يسؤوها وجواب النهي فيأخذكم
﴿ فعقروها فأصبحوا نادمين ﴾ على عقرها لما عرفوا أن العذاب نازل بهم وذلك أنه أنظرهم ثلاثا فظهرت عليهم العلامة في كل يوم وندموا حيث لا ينفع الندم لأن ذلك لا يجدي عند معاينة العذاب وظهور آثاره


الصفحة التالية
Icon