فقال : ٢٠ - ﴿ وتفقد الطير ﴾ التفقد تطلب ما غاب عنك وتعرف أحواله والطير اسم جنس لكل ما يطير والمعنى : أنه تطلب ما فقد من الطير وتعرف حال ما غاب منها وكانت الطير تصحبه في سفره وتظله بأجنحتها ﴿ فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ﴾ أي ما للهدهد لا أراه ؟ فهذا الكلام من الكلام المقلوب الذي تستعمله العرب كثيرا وقيل لا حاجة إلى ادعاء القلب بل هو استفهام عن المانع له من رؤية الهدهد كأنه قال مالي لا أراه هل ذلك لساتر يستره عني أو لشيء آخر ؟ ثم ظهر له أنه غائب فقال : أم كان من الغائبين وأم هي المنقطعة التي بمعنى الإضراب قرأ ابن كثير وابن محيصن وهشام وأيوب مالي بفتح الياء وكذلك قرأوا في يس ﴿ وما لي لا أعبد الذي فطرني ﴾ بفتح الياء وقرأ بإسكانها في الموضعين حمزة والكسائي ويعقوب وقرأ الباقون بفتح التي في يس وإسكان التي هنا قال أبو عمرو : لأن هذه التي هنا استفهام والتي في يس نفي واختار أبو حاتم وأبو عبيد الإسكان
٢١ - ﴿ لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه ﴾
اختلفوا في هذا العذاب الشديد ما هو ؟ فقال مجاهد وابن جريج : هو أن ينتف ريشه جميعا وقال يزيد بن رومان : هو أن ينتف ريش جناحيه وقيل هو أن يحبسه مع أضداده وقيل أن يمنعه من خدمته وفي هذا دليل على أن العقوبة على قدر الذنب لا على قدر الجسد وقوله عذابا اسم مصدر أو مصدر على حذف الزوائد كقوله :﴿ أنبتكم من الأرض نباتا ﴾ ﴿ أو ليأتيني بسلطان مبين ﴾ قرأ ابن كثير وحده بنون التأكيد المشددة بعدها نون الوقاية وقرأ الباقون بنون مشددة فقط وهي نون التوكيد وقرأ عيسى بن عمر بنون مشددة مفتوحة غير موصلة بالياء والسلطان المبين هو الحجة البينة في غيبته