٩٣ - ﴿ وقل الحمد لله ﴾ على نعمه التي أنعم بها علي من النبوة والعلم وغير ذلك وقوله :﴿ سيريكم آياته ﴾ هو من جملة ما أمر به النبي صلى الله عليه و سلم أن يقوله : أي سيريكم الله آياته في أنفسكم وفي غيركم ﴿ فتعرفونها ﴾ أي تعرفون آياته ودلائل قدرته ووحدانيته وهذه المعرفة لا تنفع الكفار لأنهم عرفوها حين لا يقبل منهم الإيمان وذلك عند حضور الموت ثم ختم السورة بقوله :﴿ وما ربك بغافل عما تعملون ﴾ وهو كلام من جهته سبحانه غير داخل تحت الكلام الذي أمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يقوله وفيه ترهيب شديد وتهديد عظيم قرأ أهل المدينة والشام وحفص عن عاصم ﴿ تعملون ﴾ بالفوقية على الخطاب وقرأ الباقون بالتحتية
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ داخرين ﴾ قال : صاغرين وأخرج هؤلاء عنه في قوله :﴿ وترى الجبال تحسبها جامدة ﴾ قال : قائمة ﴿ صنع الله الذي أتقن كل شيء ﴾ قال : أحكم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :﴿ صنع الله الذي أتقن كل شيء ﴾ قال : أحسن كل شيء خلقه وأوثقه وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ﴿ من جاء بالحسنة فله خير منها ﴾ قال : هي لا إله إلا الله ﴿ ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار ﴾ قال : هي الشرك وإذا صح هذا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فالمصير إليه في تفسير كلام الله سبحانه متعين ويحمل على أن المراد قال : لا إله إلا الله بحقها وما يجب لها فيدخل تحت ذلك كل طاعة ويشهد له ما أخرجه الحاكم في الكنى عن صفوان بن عسال قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ إذا كان يوم القيامة : جاء الإيمان والشرك يجثوان بين يدي الله سبحانه فيقول الله للإيمان : انطلق أنت وأهلك إلى الجنة ويقول للشرك : انطلق أنت وأهلك إلى النار ﴿ من جاء بالحسنة فله خير منها ﴾ يعني قوله : لا إله إلا الله ﴿ ومن جاء بالسيئة ﴾ يعني الشرك ﴿ فكبت وجوههم في النار ﴾ ] وأخرج ابن مردويه من حديث أبي هريرة وأنس ونحوه مرفوعا وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه و سلم - من جاء بالحسنة - يعني شهادة أن لا إله إلا الله ﴿ فله خير منها ﴾ يعني بالخير الجنة ﴿ ومن جاء بالسيئة ﴾ يعني الشرك فكبت وجههم في النار وقال هذه تنجي وهذه تردي وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات والخرائطي في مكارم الأخلاق : عن ابن مسعود ﴿ من جاء بالحسنة ﴾ قال : لا إله إلا الله ﴿ ومن جاء بالسيئة ﴾ قال : بالشرك وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ﴿ فله خير منها ﴾ قال : له منها خير يعني من جهتها وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا ﴿ فله خير منها ﴾ قال : ثواب وأخرج أيضا عنه أيضا قال : البلدة مكة


الصفحة التالية
Icon