لما سمع موسى قول الله سبحانه : فذانك برهانان إلى فرعون طلب منه سبحانه أن يقوي قلبه فـ ٣٣ - ﴿ قال رب إني قتلت منهم نفسا ﴾ يعني القبطي الذي وكزه فقضى عليه ﴿ فأخاف أن يقتلون ﴾ بها
٣٤ - ﴿ وأخي هارون هو أفصح مني لسانا ﴾ لأنه كان في لسان موسى جبسة كما تقدم بيانه والفصاحة لغة الخلوص يقال فصح اللبن وأفصح فهو فصيح : أي خلص من الرغوة ومنه فصح الرجل : جادت لغته وأفصح : تكلم بالعربية وقيل الفصيح الذي ينطق والأعجم الذي لا ينطق واما في اصطلاح أهل البيان فالفصاحة : خلوص الكلمة عن تنافر الحروف والغرابة ومخالفة القياس وفصاحة الكلام : خلوصه من ضعف التأليف والتعقيد وانتصاب ﴿ ردءا ﴾ على الحال والردء المعين من أرادأته : أي أعنته يقال فلان ردء فلان : إذا كان ينصره ويشد ظهره ومنه قول الشاعر :

( ألم تر أن أصرم كان ردئي وخير الناس في قل ومال )
وحذفت الهمزة تخفيفا في قراءة نافع وأبي جعفر ويجوز أن يكون ترك الهمز من قولهم أردى على المائة : إذا زاد عليها فكان المعنى أرسله معي زيادة في تصديقي ومنه قول الشاعر :
( وأسمر خطيا كأن كعوبه نوى القسب قد أردى ذراعا على العشر )
وروي البيت في الصحاح بلفظ قد أربى والقسب الصلب وهو الثمر اليابس الذي يتفتت في الفم وهو صلب النواة ﴿ يصدقني ﴾ قرأ عاصم وحزة ﴿ يصدقني ﴾ بالرفع على الاستئناف أو الصفة لردءا أو الحال من مفعول أرسله وقرأ الباقون بالجزم على جواب الأمر وقرأ أبي وزيد بن علي ﴿ يصدقون ﴾ أي فرعون وملؤه ﴿ إني أخاف أن يكذبون ﴾ إذا لم يكن معي هارون لعدم انطلاق لساني بالمحاجة


الصفحة التالية
Icon