قوله : ٤١ - ﴿ مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء ﴾ يوالونهم ويتكلمون عليهم في حاجاتهم من دون الله سواء كانوا من الجماد أو الحيوان ومن الأحياء أو من الأموات ﴿ كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ﴾ فإن بيتها لا يغني عنها شيئا لا في حر ولا قر ولا مطر كذلك ما تخذوه وليا من دون الله فإنه لا ينفعهم بوجه من وجوه النفع ولا يغني عنهم شيئا قال الفراء : هو مثل ضربه الله لمن اتخذ من دونه آلهة لا تنفعه ولا تضره كما أن بيت العنكبوت لا يقيها حرا ولا بردا قال : ولا يحسن الوقف على العنكبوت لأنه لما قصد بالتشبيه لبيتها الذي لا يقيها من شيء شبهت الآلهة التي لا تنفع ولا تضر به وقد جوز الوقف على العنكبوت التي اتخذت بيتا فلا يحسن الوقف على الصلة دون الموصول والعنكبوت تقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث وتجمع على عناكب وعنكبوتات وهي الدويبة الصغيرة التي تنسج نسجا رقيقا وقد يقال لها عكنبات ومنه قول الشاعر :
( كأنما يسقط من لغامها | بيت عكنبات على زمامها ) |
٤٢ - ﴿ إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء ﴾ ما استفهامية أو نافية أو موصولة ومن للتبعيض أو مزيدة للتوكيد وقيل إن هذه الجملة على إضمار القول : أي قل للكافرين إن الله يعلم أي شيء يدعون من دونه وجزم أبو علي الفارسي بأنها استفهامية وعلى تقدير النفي كأنه قيل : إن الله يعلم أنكم لا تدعون من دونه من شيء : يعني ما تدعونه ليس بشيء وعلى تقدير الموصولة : إن الله يعلم الذين تدعونهم من دونه ويجوز أن تكون ما مصدرية ومن شيء عبارة عن المصدر قرأ عاصم وأبو عمرو ويعقوب ﴿ يدعون ﴾ بالتحتية واختار هذه القراءة أبو عبيد لذكر الأمم قبل هذه الآية وقرأ الباقون بالفوقية على الخطاب ﴿ وهو العزيز الحكيم ﴾ الغالب المصدر أفعاله على غاية الإحكام والإتقان