والوجه ما ذكرناه ١٦ - ﴿ وأما الذين كفروا ﴾ بالله ﴿ وكذبوا بآياتنا ﴾ وكذبوا ﴿ ولقاء الآخرة ﴾ أي البعث والجنة والنار والإشارة بقوله :﴿ فأولئك ﴾ إلى المتصفين بهذه الصفات وهو مبتدأ وخبره ﴿ في العذاب محضرون ﴾ أي مقيمون فيه وقيل مجموعون وقيل نازلون وقيل معذبون والمعاني متقاربة والمراد دوام عذابهم ثم لما بين عاقبة طائفة المؤمنين وطائفة الكافرين أرشد المؤمنين إلى ما فيه الأجر الوافر والخير العام
فقال : ١٧ - ﴿ فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ﴾ والفاء لترتيب ما بعدها على ما فبلها أي فإذا علمتم ذلك فسبحوا الله : أي نزهوهعما يليق به في وقت الصباح والمساء وفي العشي وفي وقت الظهيرة وقيل المراد بالتسبيح هنا الصلوات الخمس فقوله حين تمسون صلاة المغرب والعشاء وقوله وحين تصبحون صلاة الفج وقوله وعشيا صلاة العصر وقوله حين تظهرون صلاة الظهر كذا قال الضحاك وسعيد بن جبير وغيرهما قال الواحدي : قال المفسرون : إن معنى فسبحان الله فصوا لله قال النحاس : أهل التفسير على أن هذه الآية في الصلوات قال : وسمعت محمد بن زيد يقول : حقيقته عندي فسبحوا لله في الصلوات لأن التسبيح يكون في الصلاة
وجملة ١٨ - ﴿ وله الحمد في السموات والأرض ﴾ معترضة مسوقة للإرشاد إلى الحمد والإيذان بمشروعية الجمع بينه وبين التسبيح كما في قوله سبحانه :﴿ فسبح بحمد ربك ﴾ وقوله :﴿ ونحن نسبح بحمدك ﴾ وقيل معنى وله الحمد : أي الاختصا له بالصلاة التي يقرأ فيها الحمد والأول أولى وقرأ عكرمة حينا تمسون وحينا تصبحون والمعنى : حينا تمسون فيه وحينا تصبحون فيه والعشي من صلاة المغرب إلى العتمة قاله الجوهري وقال قوم : هو من زوال الشمس إلى طلوع الفجر ومنه قول الشاعر :

( غدونا غدوه سحرا بليل عشيا بعد ما انتصف النهار )
وقوله :﴿ عشيا ﴾ معطوف على حين وفي السموات متعلق بنفس الحمد : أي الحمد له يكون في السموات والأرض
١٩ - ﴿ يخرج الحي من الميت ﴾ كالإنسان من النطفة والطير من البيضة ﴿ ويخرج الميت من الحي ﴾ كالنطفة والبيضة من الحيوان وقد سبق بيان هذا في سورة آل عمران قيل ووجه تعلق هذه الآية بالتي قبلها أن الإنسان عند الصباح يخرج من شبه الموت وهو النوم إلى شبه الوجود وهو اليقظة وعند العشاء يخرج من اليقظة إلى النوم ﴿ ويحيي الأرض بعد موتها ﴾ أي يحييها بالنبات بعد موتها باليباس وهو شبيه بإخراج الحي من الميت ﴿ وكذلك تخرجون ﴾ أي ومثل ذلك الإخراج تخرجون من قبوركم قرأ الجمهور ﴿ تخرجون ﴾ على البناء للمفعول وقرأ حمزة والكسائي على البناء للفاعل فأسند الخروج إليهم كقوله :﴿ يوم يخرجون من الأجداث ﴾


الصفحة التالية
Icon