ولما ذكر سبحانه حال المؤمنين ذكر حال الكافرين فقال : ٣٨ - ﴿ والذين يسعون في آياتنا ﴾ بالرد لها والطعن فيها حال كونهم ﴿ معاجزين ﴾ مسابقين لنا زاعمين أنهم يفوتوننا بأنفسهم أو معاندين لنا بكفرهم ﴿ أولئك في العذاب محضرون ﴾ أي في عذاب جهنم تحضرهم الزبانية إليها لا يجدون عنها محيصا
ثم كرر سبحانه ما تقدم لقصد التأكيد للحجة والدفع لما قاله الكفرة فقال : ٣٩ - ﴿ قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ﴾ أي يوسعه لمن يشاء ويضيقه على من يشاء وليس في ذلك دلالة على سعادة ولا شقاوة ﴿ وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ﴾ أي يخلفه عليكم يقال أخلف له وأخلف عليه : إذا أعطاه عوضه وبدله وذلك البدل إما في الدنيا وإما في الآخرة ﴿ وهو خير الرازقين ﴾ فإن رزق العباد لبعضهم البعض إنما هو بتيسير الله وتقديره وليسوا برازقين على الحقيقة بل على طريق المجاز كما يقال في الرجل إنه يرزق عياله وفي الأمير إنه يرزق جنده والرازق للأمير والمأمور والكبير والصغير هو الخالق لهم ومن أخرج من العباد إلى غيره شيئا مما رزقه الله فهو إنما تصرف في رزق الله له فاستحق بما خرج منه الثواب عليه المضاعف لأمر الله وإنفاقه فيما أمره الله


الصفحة التالية
Icon