٩ - ﴿ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ﴾ أي منعناهم عن الإيمان بموانع فهم لا يستطيعون الخروج من الكفر إلى الإيمان كالمضروب أمامه وخلفه بالأسداد والسد بضم السين وفتحها لغتان ومن هذا المعنى في الآية قول الشاعر :
( ومن الحوادث لا أبالك أنني | ضربت علي الأرض بالأسداد ) |
( لا أهتدي فيها لموضع تلعة | بين العذيب وبين أرض مراد ) |
١٠ - ﴿ وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ﴾ أي إنذارك إياهم وعدمه سواء قال الزجاج : أي من أضله الله هذا الإضلال لم ينفعه الإنذار
إنما ينفع الإنذار من ذكر في قوله : ١١ - ﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب ﴾ أي اتبع القرآن وخشي الله في الدنيا وجملة لا يؤمنون مستأنفة مبينة لما قبلها من الاستواء أو في محل نصب على الحال أو بدل وبالغيب في محل نصب على الحال من الفاعل أو المفعول ﴿ فبشره بمغفرة وأجر كريم ﴾ أي بشر هذا الذي اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب بمغفرة عظيمة وأجر كريم : أي حسن وهو الجنة