١٤٢ - ﴿ فالتقمه الحوت وهو مليم ﴾ يقال لقمت اللقمة والتقمتها : إذا ابتلعتها : أي فابتلعه الحوت ومعنى ﴿ وهو مليم ﴾ وه مستحق للوم يقال : رجل مليم إذا أتى بما يلام عليه وأما الملوم فهو الذي يلام سواء أتى بما يستحق أن يلام عليه أم لا وقيل المليم المعيب يقال ألام الرجل إذا عمل شيئا صار به معيبا ومعنى هذه المساهمة : أن يونس لما ركب السفينة احتبست فقال الملاحون : ها هنا عبد أبق من سيده وهذا رسم السفينة إذا كان فيها آبق لا تجري فاقترعوا فوقعت القرعة على يونس فقال أنا الآبق وزج نفسه في الماء قال سعيد بن جبير : لما استهموا جاء حوت إلى السفينة فاغرا فاه ينتظر أمر ربه حتى إذا ألقى نفسه في الماء أخذه الحوت
١٤٣ - ﴿ فلولا أنه كان من المسبحين ﴾ أي الذاكرين لله أو المصلين له
١٤٤ - ﴿ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ﴾ أي لصار بطن الحوت له قبرا إلى يوم البعث وقيل للبث في بطنه حيا
واختلف المفسرون كم أقام في بطن الحوت ؟ فقال السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان : أربعين يوما وقال الضحاك : عشرين يوما وقال عطاء : سبعة أيام وقال مقاتل بن حبان : ثلاثة أيام وقيل ساعة واحدة وفي هذه الآية ترغيب في ذكر الله وتنشيط للذاكرين له
١٤٥ - ﴿ فنبذناه بالعراء وهو سقيم ﴾ النبذ الطرح والعراء قال ابن الأعرابي : هو الصحراء وقال الأخفش : الفضاء وقال أبو عبيدة : الواسع من الأرض وقال الفراء : المكان الخالي وروي عن أبي عبيدة أيضا أنه قال : هو وجه الأرض وأنشد لرجل من خزاعة :
( ورفعت رجلا لا أخاف عثارها | ونبذت بالبلد العراء ثيابي ) |
وقد استشكل بعض المفسرين الجمع بين ما وقع هنا من قوله :﴿ فنبذناه بالعراء ﴾ وقوله في موضع آخر :﴿ لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم ﴾ فإن هذه الآية تدل على أنه لم ينبذ بالعراء وأجاب النحاس وغيره بأن الله سبحانه أخبرها هنا أنه نبذ بالعراء وهو غير مذموم ولوا رحمته عز و جل لنبذ بالعراء وهو مذموم
١٤٦ - ﴿ وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ﴾ أي شجرة فوقه تظللعليه وقيل معنى عليه عنده وقيل معنى عليه له واليقطين هي شجرة الدباء وقال المبرد : اليقطين يقال لكل شجرة ليس لها ساق بل تمتد على وجه الأرض نحو الدباء والبطيخ والحنظل فإن كان لها ساق يقلها فيقال لها شجرة فقط وهذا قول الحسن ومقاتل وغيرهما وقال سعيد بن جبير : هو كل شيء ينبت ثم يموت من عامه قال الجوهري : اليقطين ما لا ساق له من شجر كشجر القرع ونحوه قال الزجاج : اشتقاق اليقطين من قطن بالمكان : أي أقام به فهو يفعيل وقيل هو اسم أعجمي قال المفسرون : كان يستظل بظلها من الشمس وقيض الله له أروية من الوحش تروح عليه بكرة وعشية