وجملة ٧٦ - ﴿ قال أنا خير منه ﴾ مستأنفة جواب سؤال مقدر ادعى اللعين لنفسه أنه خير من آدم وفي ضمن كلامه هذا أن سجود الفاضل للمفضول لا يحسن ثم علل ما ادعاه من كونه خيرا منه بقوله :﴿ خلقتني من نار وخلقته من طين ﴾ وفي زعمه أن عنصر النار أشرف من عنصر الطين وذهب عنه أن النار إنما هي بمنزلة الخادم لعنصر الطين إن احتيج إليها استدعيت كما يستدعى الخادم وإن استغني عنها طردتن وأيضا فالطين يستولي على النار فيطفئها وأيضا فهي لا توجد إلا بما أصله من عنصر الأرض وعلى كل حال فقد شرف آدم بشرف وكرم بكرامة لا يوازيها شيء من شرف العناصر وذلك أن الله خلقه بيديه ونفخ فيه من روحه والجواهر في أنفسها متجانسة وإنما تشرف بعارض من عوارضها
وجملة ٧٧ - ﴿ قال فاخرج منها ﴾ مستأنفة كالتي قبلهاك أي فاخرج من الجنة أو من زمرة الملائكة ثم علل أمره بالخروج بقوله :﴿ فإنك رجيم ﴾ أي مرجوم بالكواكب مطرود من كل خير
٧٨ - ﴿ وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ﴾ أي طردي لك عن الرحمة وإبعادي لك منها ويوم الدين يوم الجزاء فأخبر سبحانه وتعالى أن تلك اللغة مستمرة له دائمة عليه ما دامت الدنيا ثم في الآخرة يلقى من أنواع عذاب الله وعقوبته وسخطه ما هو به حقيق وليس المراد أن اللعنة تزول عنه في الآخرة بل هو ملعون أبدا ولكن لما كان له في الآخرة ما ينسي عنده اللعنة ويذهل عند الوقوع فيه منها صارت كأنها لم تكن بجنب ما يكون فيه