١٢ - ﴿ له مقاليد السموات والأرض ﴾ أي خزائنهما أو مفاتيحهما وقد تقدم تحقيقه في سورة الزمر وهي جمع إقليد وهو المفتاح جمع على خلاف القياس قال النحاس : والذي يملك المفاتيح يملك الخزائن ثم لما ذكر سبحانه أن بيده مقاليد السموات ذكر بعده البسط والقبض فقال :﴿ يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ﴾ أي يوسعه لمن يشاء من خلقه ويضيقه على من يشاء ﴿ إنه بكل شيء ﴾ من الأشياء ﴿ عليم ﴾ فلا تخفى عليه خافية وإحاطة علمه بكل شيء يندرج تحتها علمه بطاعة المطيع ومعصية العاصي فهو يجازي كلا بما يستحقه من خير وشر
وقد أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال :[ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي يده كتابان فقال : أتدرون ما هذان الكتابان ؟ قلنا لا إلا أن تخبرنا يا رسول الله قال : للذي في يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم ثم قال للذي في شماله : هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا فقال أصحابه : ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه ؟ فقال : سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أن عمل وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بيديه فنبذهما ثم قال : فرغ ربكم من العباد فريق في الجنة وفريق في السعير ] قال الترمذي بعد إخراجه : حديث حسن صحيح غريب وروى ابن جرير طرفا منه عن ابن عمرو موقوفا عليه قال ابن جرير : وهذا الموقوف أشبه بالصواب قلت : بل المرفوع أشبه بالصواب فقد رفعه الثقة ورفعه زيادة ثابتة من وجه صحيح ويقوي الرفع ما أخرجه ابن مردويه عن البراء قال :[ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في يده كتاب ينظر فيه قالوا انظروا إليه كيف وهو أمي لا يقرأ قال : فعلمها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء قبائلهم لا يزاد منهم ولا ينقص منهم وقال : فريق في الجنة وفريق في السعير فرغ ربكم من أعمال العباد ]


الصفحة التالية
Icon