٣١ - ﴿ وما أنتم بمعجزين في الأرض ﴾ أي بفائتين عليه هربا في الأرض ولا في السماء لو كانوا فيها بل ما قضاه عليهم من المصائب واقع عليهم نازل بهم ﴿ وما لكم من دون الله من ولي ﴾ يواليكم فيمنع عنكم ما قضاه الله ﴿ ولا نصير ﴾ ينصركم من عذاب الله في الدنيا ولا في الآخرة
ثم ذكر سبحانه آية أخرى من آياته العظيمة الدالة على توحيده وصدق ما وعد به فقال : ٣٢ - ﴿ ومن آياته الجوار ﴾ قرأ نافع وأبو عمرو الجواري بإثبات الياء في الوصل وأما في الوقف فإثباتها على الأصل وحذفها للتخفيف وهي السفن واحدتها جارية : أي سائرة ﴿ في البحر كالأعلام ﴾ أي الجبال جمع علم وهو الجبل ومنه قول الخنساء :

( وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار )
فقال الخليل : كل شيء مرتفع عند العرب فهو علم وقال مجاهد : الأعلام القصور واحدها علم
٣٣ - ﴿ إن يشأ يسكن الريح ﴾ قرأ الجمهور بهمز يشأ وقرأ ورش عن نافع بلا همز وقرأ الجمهور ﴿ الريح ﴾ بالإفراد وقرأ نافع ﴿ الرياح ﴾ على الجمع : أي يسكن الريح التي بها السفن ﴿ فيظللن ﴾ أي السفن ﴿ رواكد ﴾ أي سواكن ثوابت ﴿ على ظهره ﴾ البحر يقال ركد الماء ركودا : سكن وكذلك ركدت الريح وركدت السفينة وكل ثابت في مكان فهو راكد قرأ الجمهور ﴿ فيظللن ﴾ بفتح اللام الأولى وقرأ قتادة بكسرها وهي لغة قليلة ﴿ إن في ذلك ﴾ الذي ذكر من أمر السفن ﴿ لآيات ﴾ دلالات عظيمة ﴿ لكل صبار شكور ﴾ أي لكل من كان كثير الصبر على البلوى كثير الشكر على النعماء قال قطرب : الصبار الشكور الذي إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر قال عون بن عبد الله :


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
( فكم من منعم عليه غير شاكر وكم من مبتلى غير صابر )