٣٥ - ﴿ و ﴾ انتصاب ﴿ زخرفا ﴾ بفعل مقدر : أي وجعلنا لهم مع ذلك زخرفا أو بنزع الخافض : أي أبوابا وسررا من فضة ومن ذهب فلما حذفت الخافض انتصب ثم أخبر سبحانه أن جميع ذلك إنما يتمتع به في الدنيا فقال :﴿ وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا ﴾ قرأ الجمهور ﴿ لما ﴾ بالتخفيف وقرأ عاصم وحمزة وهشام عن ابن عامر بالتشديد فعلى القراءة الأولى تكون إن هي المخففة من الثقيلة وعلى القراءة الثانية هي النافية و لما بمعنى إلا : أي ما كل ذلك إلا شيء يتمتع به في الدنيا وقرأ أبو رجاء بكسر اللام من لما على أن اللام للعلة وما موصولة والعائد محذوف : أي للذي هو متاع ﴿ والآخرة عند ربك للمتقين ﴾ أي لمن اتقى الشرك والمعاصي وآمن بالله وحده وعمل بطاعته فإنها الباقية التي لا تفنى ونعيمها الدائم الذي لا يزول
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس ﴿ إنا وجدنا آباءنا على أمة ﴾ قال : على دين وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وجعلها كلمة باقية ﴾ قال : لا إله إلا الله ﴿ في عقبه ﴾ قال : عقب إبراهيم ولده وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عنه أيضا أنه سئل عن قول الله ﴿ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾ ما القريتان ؟ قال : الطائف ومكة قيل فمن الرجلان ؟ قال : عمير بن مسعود وخيار قريش وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عنه أيضا قال : يعني بالقريتين مكة والطائف والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي وحبيب بن عمير الثقفي وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية قال : يعنون أشرف من محمد للوليد بن المغيرة من أهل مكة ومسعود بن عمرو الثقفي من أهل الطائف وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :﴿ لولا أن يكون الناس أمة واحدة ﴾ الآية يقول : لولا أن نفعل الناس كلهم كفارا لجعلت لبيوت الكفار سقفا من فضة ومعارج من فضة وهي درج عليها يصعدون إلى الغرف وسرر فضة و زخرفا : هو الذهب وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجه عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء ]


الصفحة التالية
Icon